دمشق-سانا
لم يخيب الشعراء المشاركون في اللقاء الشعري الذي أقامه المركز الثقافي العربي في أبو رمانة ظن الجمهور الذي وفد إلى المكان ليستمع إلى قصائد زاوجت بين رصانة الشعر الكلاسيكي وتجدد الأغراض والمعاني.
وفي القصيدة التي ألقاها الشاعر وائل أبو يزبك بعنوان (هواجس بعد لقاء عابر) جسد فيها العواطف الإنسانية بأسلوب يذكر بتدفق الشعر الغزلي عند القدماء ضمن إطار من الصور والتشبيهات المبتكرة على قارب البحر الكامل فقال:
“لقد عانقتني كفها حين سلمت
علي وهزتني من الشوق والوجد
وفاض طيوب الليل بعد لقائنا
ونامت طيور الصبح في النار والبرد”.
على حين جاءت نصوص الشاعر الدكتور بيان السيد متباينة بين شعر الشطرين والتفعيلة ليذهب إلى الماضي ويأتي إلى الحاضر في بنية واحدة معبرا عن جمال القديم عندما يتماهى مع الحديث فقال:”
“لم يبق في جدل المكان مكانة للذكريات
وكم تغير ما تركت هنا
وكم نزف الجدار وبدل الحجر الحجر”.
كما عبر الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق في قصيدته (شقشقة) عن فلسفة الألم وارتباطها بالواقع الاجتماعي والإنساني عبر إيحاءات ودلالات شكل فيها حداثة تتصل بالماضي فقال:
“لمي بناتك والآهات يا شفتي
واستوقفي الدمع هذا الدمع خفاق
لو يستحيل الهوى في الليل أغنية
أوتاره أرق والناي أوراق
لاستعذبتني قوافي الفجر وارتعشت
شمس الصباح فكل الكون إشراق”.
محمد خالد الخضر