لم نتوقعها أن تكون بهذا الجمال, تفاجئنا بعمارتها وتنظيمها وأسلوب بنائها، والذي أدهشنا أكثر التقيد الصارم بالنظام العام فيها، كعقارب الساعة تمشي موسكو ويسير السكان فيها, لا أحد تسوّل له نفسه الخروج من هذا النظام ولو قيد أنملة، هي العاصمة الروسية بحضارتها وشعبها ورقيها وألقها، فاجأتنا بكل شيء، لم نعلم أنها بهذا الجمال الذي صنعه سكانها بعقود قليلة من الزمن بعد مخاض عسير مرّ عليها عبر التاريخ.
أربعة أيام في العاصمة الروسية موسكو ضمن سياق الأسبوع الإعلامي السوري فيها رغم قلتها كانت كفيلة بأن نتعرف على هذه المدينة بأبعادها الحضارية والإنسانية والروحية، هي الأجمل من كل البلدان، سكانها طيبون، عمارتها مدهشة، شوارعها تكاد تشاهد صورتك بها من شدة نظافتها.
هي موسكو صاحبة العشرين مليون نسمة الذين عانوا زمناً مع بقية الشعب السوفييتي سابقاً من الحروب وانتصروا فيها، ورغم الدمار الكبير الذي لامس شوارعها وأبنيتها وأزقتها إلا أن الشعب الروسي أعاد بناءها مجدداً في عهد روسيا الاتحادية بإرادة لا تلين وعزيمة تكاد تلامس المستحيل، فبنوا مدينة من أجمل مدن العالم، جعلوها لوحة فسيفسائية تبهر الناظر وتؤكد عظمة الشعب الروسي الذي نهض من تحت الرماد كطائر الفينيق ليبدع مدناً للتاريخ ستبقى للأجيال درساً في إعادة الأمل ببناء الحضارة والإنسان رغم الحروب والألم والدمار والتشريد.
إن كل سوري يزور العاصمة الروسية يتملكه الأمل بإعادة بناء ما دمره الإرهاب في سورية، فالشعب الروسي نهض وأعاد بناء دولته بقوة وعزيمة وإصرار، والسوريون قادرون على إعادة بناء بلدهم ومدنهم وقراهم وهم ليسوا أقل شأناً من الشعب الروسي الذي عانى الحروب وأعاد الحياة إلى بلده.
موسكو فتحت النافذة والسوريون قادرون على استلهام طاقة الأمل بإعادة الإعمار والبناء، والعودة بأفضل من الأمس فالحضارة السورية قادرة على التجدد وكما تجددت في الماضي بعد أن تكسرت عند أبوابها جحافل المستعمرين والمحتلين ستتجدد اليوم بسواعد أبنائها أحفاد الأجداد العظماء، وكما انتصروا في معركة الإرهاب سينتصر السوريون في معركة البناء وإعادة الإعمار.
أديب رضوان