لندن-سانا
أثار النائب في حزب العمال البريطاني “ستيف روذرام” تفاصيل فضيحة جديدة تكشف مدى تورط مشيخة قطر بدعم الإرهاب من خلال تحويل أموال مخصصة لتنفيذ مشروعات مونديال كأس العالم 2022 إلى تنظيمات إرهابية ومتشددة في سورية وذلك مع اقتراب موعد المحادثات المقررة بين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وأمير مشيخة قطر “تميم بن حمد آل ثاني” وتزايد الأصوات المطالبة بوضع حد لتدفق الأموال القطرية إلى يد تنظيمات إرهابية سواء في سورية والعراق أو غيرهما من دول منطقة الشرق الأوسط.
وفي سياق تقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية كشف الكاتب والمحرر السياسي “مات شورلي” ان “روذرام” كشف خلال جلسة لمجلس العموم البريطاني عن معلومات تفيد بان الأموال القطرية المفترض تخصيصها للشركات البريطانية المنوط بها إنجاز مجموعة مشروعات تخص مونديال 2022 في قطر يتم تحويل مسارها إلى تنظيم “داعش” الإرهابي وغيره من التنظيمات الغرهابية والمتشددة.
ووفقا لـ”روذرام” فان الشركات البريطانية التي فازت بتعاقدات لإنجاز مشروعات في مونديال قطر حصلت على أموال أقل مما هو متبق لها في حين وصلت بعض الأموال التي لم يتم دفعها إلى التنظيمات الإرهابية والمتشددة في سورية.
وطالب “روذرام” الحكومة البريطانية بضرورة التحقيق في المعلومات الجديدة التي تتحدث عن خداع الشركات البريطانية وتحويل الأموال إلى سورية في دليل إضافي على تورط مشيخة قطر بشكل كبير في تمويل ودعم التنظيمات الإرهابية في سورية.
ويتعرض كاميرون لضغوط كبيرة من شخصيات سياسية بارزة وجهات كثيرة داخل بريطانيا تطالبه بأن يواجه أمير مشيخة قطر بشأن تورط إمارته في تمويل الإرهاب ومطالبته بوضع حد لتدفق الأموال القطرية إلى التنظيمات الإرهابية وذلك خلال المحادثات المقرر إجراؤها بين الطرفين في وقت لاحق اليوم.
وتزايدت مؤخرا الانتقادات والأصوات المطالبة بقطع العلاقات التجارية الوثيقة التي تربط بريطانيا بمشيخة قطر بعد ظهور تقارير تؤكد وقوف هذه الإمارة الخليجية وراء تمويل تنظيمات إرهابية عدة بما فيها تنظيما “داعش” و”القاعدة” الإرهابيان.
وفي هذا السياق قالت صحيفة “ديلي تلغراف” في مقال افتتاحي ان على بريطانيا أن تعالج قضية المصادر والمنابع الرئيسية لتنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية التي تعيث القتل والخراب في سورية والعراق مشددة على ضرورة أن يواجه رئيس الوزراء البريطاني مشيخات الخليج بما فيها قطر بقضية تمويل الإرهاب وقيام عدد من المسؤولين والأثرياء القطريين والخليجيين بتقديم الدعم وجمع التبرعات وتحويل الأموال إلى تنظيمات وميليشيات إرهابية مختلفة.
واعتبرت الصحيفة انه عند التحدث عن مصادر وجذور الشبكات والتنظيمات الإرهابية على غرار “داعش” فان هذا الحديث يطال بريطانيا أيضا مع انتشار بذور التطرف فيها وتزايد أعداد البريطانيين الذين ينضمون إلى التنظيمات الإرهابية سواء في سورية والعراق أو غيرهما من بلدان الشرق الأوسط.
ورغم إصدار الحكومة البريطانية لإحصاءات رسمية قدرت فيها عدد البريطانيين الذين انضموا إلى التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق بنحو 500 إلا ان نوابا بريطانيين دحضوا هذه المزاعم مؤكدين ان العدد يتجاوز الـ1500 بريطاني.
ولا يكاد يمر يوم تقريبا دون أن تكشف وسائل الإعلام الأجنبية عن مقتل أحد الإرهابيين البريطانيين الذين يقاتلون في صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية و العراق أو انضمام آخرين إليه بعد تسللهم عبر الأراضي التركية.
وفي هذا السياق أكدت صحيفة الغارديان البريطانية ان مراهقا بريطانيا من مدينة برايتون قتل قبل أيام بعد انضمامه إلى تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية وذلك بعد مرور ستة أشهر على مقتل شقيقه في صفوف التنظيم ذاته.
وأوضحت الصحيفة ان المراهق البريطاني “جعفر دغايس” ذا الـ17 عاما اختفى من منزله من أجل الانضمام إلى تنظيم “داعش” قبل أن يقتل في وقت سابق من الشهر الجاري.
من جهة ثانية تحدثت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية عن تزايد أعداد النساء الغربيات اللواتي يسافرن إلى سورية من أجل الانضمام إلى تنظيم “داعش” الإرهابي مشيرة إلى ان هؤلاء النسوة يشجعن أعمال العنف ويصفقن لعمليات قطع الرؤوس.
ولفتت الصحيفة إلى ان بعض الخبراء والمحللين بدؤوا بإطلاق اسم “القوة الناعمة” على النساء اللواتي انخرطن في صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي ويعملن على الترويج له واستقطاب المزيد من المجندين إليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضحت الصحيفة ان هؤلاء النسوة ومن يتابعهن في الغرب يشكلن ما تطلق عليه “ساشا هافلسيك” مديرة مركز الحوار الاستراتيجي ومقره لندن وصف “ثقافة جهادية فئوية” تساهم شبكة الإنترنت في تكوينها.
وبحسب “هافلسيك” فان تجنيد هؤلاء النساء مفيد لتنظيم “داعش” الإرهابي لأنه يظهر أن النساء في الغرب اخترن نمط الحياة هذا وفضلنه على الحرية التي يتمتعن بها في الغرب.
وفي مقال منفصل سلطت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية الضوء على قصة الشابة البريطانية “تارينا شاكيل” 25 عاما التي غادرت منزلها قبل أشهر مصطحبة ابنها الرضيع وانضمت إلى تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأشارت الصحيفة إلى ان “شاكيل” اعتنقت الفكر الظلامي المتطرف لتنظيم “داعش” الإرهابي وتسللت على غرار من سبقوها عبر الأراضي التركية إلى سورية من أجل الانضمام للتنظيم مصطحبة ابنها الرضيع “ساهيم”.
وأوضحت الصحيفة أن “شاكيل” أنشأت حسابا باسم وهمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في تموز الماضي ثم بدأت في نشر رسائل مؤيدة لتنظيم “داعش” الإرهابي وصور لإرهابيين متشددين.
ورأى خبراء ان انتشار الحملات الترويجية أو ما يسمى بـ”بروباغندا تنظيم داعش” الإرهابي على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الانترنت بشكل عام جعل الكثير من المراهقين والنساء بشكل خاص هدفا لهذا التنظيم ومن ضمنهم “شاكيل” التي اجتاحتها موجة تطرف أصولية بعد اطلاعها على الصفحات والمواقع الالكترونية التي تروج للتنظيم المذكور واستخدامها لبرنامج يقدم به إرهابيو التنظيم طلبات للزواج من مراهقات أوروبيات ساذجات.