الشريط الإخباري

بعد فوات الأوان

امتداد إرهاب «داعش» و«النصرة» إلى دول الجوار وجوار الجوار لسورية والعراق لم يعد من التوقعات بل غدا واقعاً ملموساً على الأرض وخاصة في لبنان ومصر والمغرب العربي، بينما التوقعات باتت تشير إلى ما هو أخطر بكثير مما يجري الآن عبر هذه الامتدادات الإرهابية التي لا مكان ولا زمان محددين لإجرامها.

وما يجري الآن من إرهاب على الأرض العربية، بعيداً عن سورية والعراق، يعيد إلى الأذهان ما كان يجري في «الجامعة العربية» قبل ثلاث سنوات من محاولات تشريع لهذا الإرهاب في سورية، ودعوات سيئي الذكر حمد بن جاسم وسعود الفيصل بوجه خاص العلنية لدعم هذا الإرهاب بالمال والسلاح والفتاوى التكفيرية الوهابية، ولفتح الفضائيات الخليجية أمامه على مصراعيها، وتحويل بعضها كـ«الجزيرة» و«العربية» إلى موجه للإرهابيين ووسيلة تواصل بينهم، وهذا ما أدركه الصغير والكبير في حينه وإلى الآن.

وكل ما جرى ويجري وما يمكن أن يجري مستقبلاً على صعيد هذا التصعيد والتمدد الإرهابي تتحمل مسؤوليته أولاً مملكة آل سعود الوهابية ومشيخة قطر الإخوانية و«سلطنة» أردوغان العثمانية التي تحالفت مع «إسرائيل» وأمريكا لضرب ما تبقى من العروبة، ولوقف نهج المقاومة الوطنية، ولتأكيد الحرص الشديد على أمن «إسرائيل» حتى لو كلّف ذلك تمزيق الأرض العربية إلى مئة مشيخة وإمارة.

لقد قالت سورية منذ ذلك الحين: إن ما يجري أكثر خطورة على العرب من «سايكس- بيكو» وأن ألف باء مبادئ العروبة تقتضي التنبه والتحذير من خطورة المجموعات الإرهابية التي استقدمت إلى سورية، والعمل من أجل مواجهتها بشتى السبل، لا مدّها بالمال وتسليحها وتدريبها كما فعلت السعودية وقطر وتركيا.
ولو احتكم العرب في حينه عبر «جامعتهم» إلى العقل والمصلحة العربية العليا لما حدث ما يحدث الآن، ولما سالت الدماء أيضاً في لبنان ومصر واليمن وغيرها من ديار العرب.

وللتذكير فقط فإن ما حذرت منه سورية تحذر منه مصر الآن على لسان رئيسها عبد الفتاح السيسي، الذي أكد أن معركة مصر مع الإرهاب مصيرية، وأن القوى الخارجية الداعمة لهذا الإرهاب تريد تدمير مصر وشعب مصر، وهو يقصد بالقوى الخارجية قطر وتركيا مستثنياً مملكة آل سعود لأسباب لا مجال لذكرها الآن.

وفي المحصلة النهائية فإن علة العرب كانت وما زالت مشيخات وإمارات النفط العربية وتركيا و«إسرائيل».

بقلم: عز الدين الدرويش