من حقّي ومن حقّ كل سوري أن يأمل خيراً لرفع الظلم العربي المجحف عن بلدنا وشعبنا. لا العرب حاصرونا دعماً للربيع في سورية أو خارجها.. ولا نحن رفضنا أن يكون لنا ربيع، مقرّين بحاجتنا إليه كانت ومازالت.
نحن السوريين الذين يأملون بعودة بلدهم إلى حالة تسمح بولادة الربيع الحقيقي في ربوعها وبين أفراد ومجتمعات شعبها، لمسنا المكيدة فرفضنا الكذبة. ربيع عربي تسعى إليه مشيخات نفطية وقوى متخلّفة مستخدمة الهجمة الإسلامية العنيفة علينا وعلى الإسلام!!! من يصدّق هذا؟؟؟.
كانت مصر تحت الوصاية الإخوانية وكذا تونس وليبيا الفوضى وإلى حدّ كبير نظام المشوّه عقلياً وفكرياً «البشير» في السودان…. والخليج يبشّر برايات الثورة ويسنّ سكاكين الإرهاب والسعودية وقَطَر تفتحان الخزائن لفتّ المال.. و«إسرائيل» ومن معها يهمهم أول ما يهمهم هتك الدولة السورية لتمضي الأحداث دون وجود لفعل سوري كان دائماً العامل المحوري الأهم لدعم الأمة والدفاع عن المنطقة.
أما جامعة العربان فكانت مرة أخرى عرضة لامتحان نتائجه الخزي والعار. هكذا تحت وصاية قَطَر ومن معها وابن جابر يجرّ وراءه كالقرد النبيل العربي بوثائق قَطَـــــرية ســــعودية، اجتمع العربان فقرروا محاصرة سورية ومعاقبتها دون أي حسابات لمعنى إخراج سورية من جدلية الصراع في المنطقة الذي ارتكز دائماً على الصراع مع العدو الصهيوني!! كانوا يضعون الأسس العملية لجدلية جديدة هي جدلية الصراع مع إيران المناهضة للنفوذ والوجود الصهيوني أينما كان وكيفما حل.
هكذا مرّت قرارات محاصرة لسورية وعقوبات عليها رغم دهشة بعض الأشقاء ورفضهم «العراق.. لبنان.. الجزائر..»، وأصبحت الدول الشقيقة.. دول تائهة في غربة عن كل حقائق ومقتضيات ظروف الأمة وواقعها، بعض الدول العربية رفض العقوبات.. وبعضها أخذ دور شاهد الزور شبه «المغرب» وبعضها أرسل المال والسلاح والإرهابيين لتدمير سورية طمعاً في أن يتحكم بما يبقى منها. كانت تلك الرسالة الإسلامية الأشدّ كفراً بالإسلام وتكفيراً مبنياً على المصالح السياسية التي تخرقها بوضوح مصالح «إسرائيل».
صبرنا وتحمّلنا وبدأ الكثيرون من أبناء الأمة يكتشفون حقيقة هؤلاء الإسلاميين المزعومين ومخاطر نتائج مواقفهم وأعمالهم، فكانت انتفاضة الشعب المصري المبشّر الأول برفض الكابوس الإسلامي البعيد عن الإسلام الدين.. واليوم تونس.. لا.. ليس انتصار العلمانيين في تونس مفاجأة.. أبداً بل كان لا بد أن ينتصروا، كما انتصروا في مصر.
أنتظر أنا كمواطن سوري.. وينتظر معي عديدون مثلي يأملون في أن يسمح لسورية استعادة بلدها ومن ثم أَلَقها بغضّ النظر عمن يحكمها… ونرى: أن من حقنا البحث بالأمل عن مواقف جديدة للأشقاء، غير تلك التي رسمت تحت وصاية الكابوس الإسلامي غير المسلم.
بقلم: أسعد عبود