دمشق-سانا
يواصل النظام السعودي محاولاته الحثيثة للتهرب من المسؤولية عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي بعد دخول الأخير إلى القنصلية السعودية في اسطنبول مطلع الشهر الجاري وذلك من خلال استغلال عامل الوقت تارة والإدعاء بأن التحقيقات جارية في هذه القضية تارة ثانية بهدف تمييعها وأبعاد الأنظار عنها.
وزير خارجية نظام بني سعود عادل الجبير قال في هذا الإطار في تصريحات له اليوم في العاصمة البحرينية المنامة: “إن التحقيقات في مقتل خاشقجي ستستغرق وقتا دون أن يحدد مدتها زاعما أن الحقائق ستتكشف مع سير التحقيقات.
الجبير وفي محاولة لإظهار أن نظامه يمسك بزمام الأمور ويتولى التحقيقات في هذه القضية رفض في سياق تصريحاته طلبا للنظام التركي حول تسليم المشتبه بهم في قضية مقتل خاشقجي إلى أنقرة مشيرا إلى أن هؤلاء الأفراد مواطنون سعوديون وموقوفون في السعودية والتحقيق يجري معهم فيها إلا أنه استدرك لإرضاء نظام أردوغان بالقول: “هناك تحقيقات مستمرة في السعودية وتركيا بشأن هذه القضية وهناك يوميا أدلة جديدة نرصدها”.
وكانت نيابة اسطنبول التابعة للنظام التركي بدات أمس إجراءات لطلب تسلم 18 سعوديا أوقفوا في بلدهم وحملهم نظام بني سعود المسؤولية عن مقتل خاشقجي وعلى رأسهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري والمستشار البارز في الديوان الملكي سعود القحطاني زاعما أن هؤلاء الأشخاص تجاوزوا صلاحياتهم وذلك فى محاولة منه لذر الرماد في العيون وتضليل الرأي العام.
وفي إشارة إلى أهمية قضية خاشقجي البالغة بين الجبير أن هذه الحادثة أصابت الإعلام بما سماه حالة هيستيرية مطالبا وسائل الإعلام بانتظار التحقيقات حتى تنتهي على حد تعبيره.
روايات النظام السعودي التي أعلنها منذ اختفاء خاشقجي في قنصلية بلاده في الثاني من الشهر الجاري تدرجت من الزعم أولا أنه لم يقتل وخرج حيا من القنصلية ثم الاعتراف بعد أكثر من 19يوما من المماطلة والمراوغة بمقتله في عراك بالأيادي داخل القنصلية ثم مقتله خنقا.
هذه الروايات المتغيرة والمتذبذبة قوبلت بانتقادات وتشكيك كبيرين من عدد كبير من الدول والمنظمات الدولية التي طالبت باجابات صريحة وواضحة حول هذه الجريمة والمتورطين فيها وبالكشف عن مصير جثته وهو ما لم يحدث حتى الآن في وقت يصر نظام أردوغان الذي جرت الجريمة على أرضه على التغطية على مصير الجثة مواصلا سياسة المماطلة والابتزاز من خلال التستر على الأدلة والشواهد المرتبطة بهذه القضية.
وفي المقابل أكد الكثير من الدول عدم مصداقية التفسيرات السعودية حول مقتل خاشقجي ودعت إلى إجراء تحقيقات محايدة وشفافة في تلك القضية بينما دعت دول آخرى إلى وقف مبيعات السلاح إلى النظام السعودي.
محمد جاسم