واشنطن-سانا
في سياق البازار المفتوح حول قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه “غير راض” عن الرواية التي أدلى بها النظام السعودي بشأن ظروف مقتل خاشقجي.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ترامب قوله للصحفيين في مدينة إلكو بصحراء نيفادا جنوب غرب الولايات المتحدة الليلة الماضية.. إن “البيان الذي أصدرته الرياض فجر امس وأكدت فيه مقتل خاشقجي داخل قنصليتها في اسطنبول هو خطوة أولى ولكن أنا أريد الحصول على الإجابة”.
وأضاف ردا على سؤال عما إذا كان راضيا عن طريقة تعامل ملك النظام السعودي سلمان بن عبد العزيز مع قضية مقتل خاشقجي.. “كلا لن أرضى إلا عندما نحصل على الإجابة”.
وهدد ترامب بفرض عقوبات على النظام السعودي إلا أنه استثنى منها طلبيات شراء الأسلحة من قبل هذا النظام وأردف بالقول.. “نحن لدينا عقود بقيمة 450 مليار دولار بينها 110 مليارات دولار لطلبيات عسكرية من عتاد وأمور أخرى طلبتها السعودية … وأعتقد أن هذه العقود تمثل أكثر من مليون فرصة عمل وبالتالي فإنه ليس أمرا بناء بالنسبة إلينا أن نلغي طلبية مماثلة”.
وفي مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست قال ترامب: “من الواضح أنه حصل خداع وكذب” في قضية خاشقجي مشيرا إلى أن” هناك تخبطا في روايات” النظام السعودي.
وتتضارب تصريحات ترامب هذه مع تصريحاته امس والتي اعتبر فيها ان الرواية التي قدمها النظام السعودي حول مقتل خاشقجى فى قنصليته باسطنبول “موثوقة” فيما شكك نواب امريكيون بها مؤكدين انها بعيدة عن الحقيقة ولا يمكن تصديقها.
وسبق أن توعد ترامب اول امس فى حوار مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية النظام السعودي بـ “رد قاس جدا” في حال ثبت ضلوعه بمقتل خاشقجى فيما دعا أكثر من 40 عضوا فى الكونغرس الاميركى ترامب الى فرض عقوبات شديدة على النظام السعودي.
وكان النظام السعودى اعترف فجر أمس وللمرة الأولى أن خاشقجى قتل في قنصليته باسطنبول بعد “وقوع شجار واشتباك بالأيدي” مع عدد من الأشخاص داخلها رغم أن مسؤولين سعوديين سبق أن أعلنوا عقب اختفاء خاشقجى أنه غادر مبنى القنصلية.
وبالتزامن مع هذا الاعلان وبهدف التهرب من مسوءوليته عن الجريمة أمر ملك النظام السعودى باعفاء نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيرى ومسؤولين آخرين في جهاز الاستخبارات من مناصبهم وكذلك المستشار في الديوان الملكى برتبة وزير سعود القحطاني.
وأكد مسؤولون فى الاجهزة الامنية للنظام التركى أن خاشقجى قتل داخل القنصلية على أيدى فريق سعودى جاء خصيصا الى تركيا لاغتياله.
إلى ذلك انتقد نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن تعامل ترامب مع حادث مقتل خاشقجي واصفا إياه بـ”المخجل والخطير”.
وقال بايدن في تصريحات نقلها موقع مجلة ماذر جونز الإخبارية الأميركية.. “إنه يختلق الأعذار.. على أي حال هل أنتم تعرفون ذلك التعبير… لا تحضر سكينا إلى قتال بالبنادق… حسنا لا تحضروا منشار عظام إلى الشجارات… ماذا يجري هنا إنه لأمر مخجل بل حتى خطير أيضا”.
وتابع مشيرا إلى إدارة ترامب “هم يقوضون سمعتنا الأخلاقية في جميع أنحاء العالم”.