الحسكة-سانا
استطاع مسرح الطفل في محافظة الحسكة أن يترك بصماته الواضحة على الساحة الأدبية والمسرحية طيلة سنوات الحرب على الإرهاب ويسهم برسم مشهد ثقافي طفولي تجاوز حدود المتعة للوصول إلى أهداف تواكب ظروف الحرب وتسهم بغرس قيم الخير والمحبة والأخلاق الحميدة في نفوس الأطفال وتعزز حب الوطن في ذواتهم.
وعلى الرغم من اختلاف الأدوار ونسبة الاحترافية والمواضيع التي عالجتها النصوص المسرحية التي تم تقديمها للأطفال وشارك بها المسرح القومي ومسارح المديريات والمنظمات المختلفة إلا أن الهدف تمثل في الوصول إلى الأطفال بأعمال تحقق لهم المتعة والفائدة وتعزز أواصر حبهم للثقافة والمسرح وفي الوقت ذاته تظهر لهم بأسلوب مبسط حجم المؤامرة التي تستهدف الوطن.
المخرج المسرحي إسماعيل خلف مدير المسرح القومي أكد أن مسرح الطفل في محافظة الحسكة سعى خلال سنوات الحرب على الإرهاب إلى بناء جسر بين خشبة المسرح والأطفال وذويهم بأعمال مسرحية متعددة المواضيع شارك فيها فنانو المسرح القومي حيث لا تكاد تمر مناسبة مسرحية إلا ويكون لمسرح الطفل وعروضه حضور قوي انطلاقا من أهمية زرع بذرة حب الثقافة والمسرح في عقول الأطفال في مواجهة التكفير والجهل والتخلف.
وأشار خلف إلى أن مهرجان الحسكة المسرحي الذي يقام سنويا تم تخصيصه هذا العام بشكل كامل لعروض الأطفال فقدم المسرح القومي أربعة عروض مسرحية هي حكاية ملونة وبيتنا الجميل والزائر الغريب والأجوف كما قدمت فرقة فرع الطلائع عرضا بعنوان هذه بلدي فضلا عن تقديم محاضرات وندوات تتعلق بمسرح الطفل وسط تفاعل الأطفال الذي كان له الدافع الأكبر في تكريس هذه التجربة.
من جهته بين محمد الفلاج مدير الثقافة الدور الكبير الذي يقوم به المسرح في استثارة خيال الطفل وتنمية مواهبه وقدراته الإبداعية وغرس قيم الخير والعطاء والإنسانية في نفسه موضحا أن المسرح الطفولي في محافظة الحسكة يمتاز بالاحترافية المهنية لمختلف الفرق المسرحية التي يوحدها هدف بناء جيل صحيح اجتماعيا وتربويا وفكريا وأخلاقيا.