السويداء-سانا
تأتي شهرتها من تفاحها حيث لا يمكن لزائر القرية إلا أن يحمل بعضاً منه كما إنها مقصد للكثير من محبي السياحة الشتوية حيث تتساقط الثلوج فيها بكثافة تصل إلى عدة أمتار لتتغطى القرية الجملية الخضراء بحلة بيضاء..إنها قرية “سالة” الواقعة إلى الشرق من محافظة السويداء التي تتمتع بمناخ مميز على مدار السنة.
ويحلو للكثيرين من أبناء السويداء أن يطلقوا على القرية لقب عروس المقرن الشرقي حيث تربو على قمة جبلية عالية يصل ارتفاعها إلى نحو 1580 متراً عن سطح البحر وتغطيها الخضرة الدائمة وكروم التفاح والعنب التي تضفي عليها مناظر طبيعية خلابة.
تشتهر القرية الواقعة بين حوضي تجمع وادي راجل ووادي الرشيدة بزراعة أفضل أنواع التفاح في محافظة السويداء بالاضافة إلى أنواع مختلفة من الأشجار المثمرة حيث يعمل معظم سكانها القاطنين فيها بالعمل الزراعي .
ويشير الباحث في آثار المنطقة الدكتور علي أبو عساف إلى أن سالة تعد قرية أثرية بامتياز حيث ينتشر فيها العديد من الأوابد الأثرية التي تحكي قصص الحضارات التي تعاقبت عليها ومن بينها عدد من الآثار التي تعود لعصور الأنباط والرومان مبيناً أن سالة كانت مقر إمارة بعد العصر النبطي ويلفت أبو عساف إلى أن أبرز الآثار المنتشرة في القرية هي نبع الماء الذي يعود للفترة الرومانية والذي بقيت معالمه الأثرية قائمة حتى وقت قريب وجرى ترميمه وإنشاء خزانات لحفظ المياه فوقه بعد أن كان النبع مبنياً من الحجر البازلتي بطريقة هندسية رائعة بالإضافة إلى الكنيسة الرومانية التي حملت اسم القديس إلياس و بنيت عام 547 ميلادية وأخرى بنيت بين عامي 547-565 ميلادية .
ويبين أبو عساف أنه يوجد في سالة العديد من البيوت القديمة المبنية من الحجارة البازلتية والتي ما زال بعضها مأهولاً إلى يومنا هذا إلى جانب العديد من النقوش والكتابات والنصوص والرقم الأثرية بالإضافة إلى حجر مبني في قبر حديث قرب خان عثر عليه إلى الشمال من القرية وفيه خمسة أسطر ضمن إطار له مثلثان على شكل ذيل طير حيث وردت عدة أسماء على الحجر من بينها غادو بن تيم وعطاسات وسلمان عمه تشير إلى أن هؤلاء الأشخاص هم من بنى هذا الحجر في عام 254 ميلادية .
كما عثر في القرية على نص منقوش على حجر مبني في جدار فوق مدخل أحد المنازل الأثرية زاويته اليمنى العليا مكسورة ويتألف النص من عشرة أسطر يحيط به إطار جميل له مثلثان على جانبيه والنص المدون في هذه الشاهدة هو صدى لأبيات من شعر هومير أما الجمل في أطراف الإطار فهي جمل الوداع.
وسالة التي يقال إنها أخذت اسمها من ملكة رومانية تتبع لناحية المشنف ويحدها من الجنوب قرية طليلين ومن الشرق قريتي شعف والرشيدة ومن الشمال قرية بوسان .
سهيل حاطوم