الشريط الإخباري

فايننشال تايمز: رئيس الوزراء الكندي يتعرض لضغوط وانتقادات بشأن مراقبة تحركات الإرهابيين في كندا

اوتاوا-سانا

وسط الاستياء والمخاوف التي باتت تعتري شعوب الغرب جراء تفشي ظاهرة الارهاب والتطرف في مجتمعاتها ومخاطر ارتداد هذا التهديد على أمنها الخاص اصبحت العديد من الحكومات الغربية تتعرض للضغوط الشعبية لمواجهة هذه الظاهرة فقط بعد ان وصلت تداعياتها الى قلب هذه الدول ليشكل اخر مثال على هذا الخطر الهجوم المسلح الذي نفذه كندي يدعى مايكل زيهاف بيبو امس الاول على البرلمان الاتحادى فى اوتاوا.

وجاء في مقال لمراسلي صحيفة فايننشال تايمز البريطانية روبرت رايت في كندا وجيوف داير في واشنطن “إن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر تعرض لانتقادات وضغوط كثيفة في جلسة الحكومة امس بشان سجل حكومته في مراقبة ومحاكمة المواطنين المتوقع تحولهم الى جهاديين بعد يوم من هجوم /زيهاف بيبو/ على البرلمان الذي اسفر عن مقتل المهاجم وشرطي وواجه اسئلة بشأن تسعين شخصا وضعوا على قائمة المراقبة بسبب تعاطفهم او احتمال دعمهم للارهاب” .

وعمق هجوم الاربعاء الماضي الانقسام داخل المجتمع الكندي بشان موقع اوتاوا في العالم في ظل حكومة هاربر الذي ربط بلاده منذ عام /2006/ بالمشاريع الاميركية وحملاتها في افغانستان في الماضي والان ضد تنظيم /داعش/ الارهابي في الشرق الاوسط .

ودافع هاربر عن نفسه بالقول “إن الشرطة واجهزة الامن الوطني على علم بشان العديد من الاشخاص الذي يسعون ليصبحوا مقاتلين اجانب .. وهي تفعل كل ما بوسعها في اطار القانون للتعامل مع هذا الخطر” معتبرا ان هذه الاجهزة تحتاج الى المزيد من السلطات .

وتوترت الجلسة مع تكرار نواب المعارضة ترديد الشكاوى بشان افتقاد اجهزة الامن الى المصادر لتعقب ثمانين كنديا عادوا الى البلاد بعد ان كانوا “جهاديين” في الخارج فيما شكك وزير الامن العام/ ستيفن بلاني/ بالتزام المعارضة بتشريع جديد لمواجهة هذه المشكلة .

وقال “نأمل بالحصول على دعم المعارضة لدى مناقشة ليس فقط المصادر وانما الادوات اللازمة لضمان الامن العام” .

ويقول بينوي غوميز الباحث في معهد تشاثام للشؤون الدولية “إن كندا كانت تحتل موقعا رياديا في مهمات حفظ السلام في العالم لكنهم غيروا بالكامل من استراتيجيتهم وربطوا أنفسهم بالولايات المتحدة واسرائيل” .

وفي مقال آخر أوردته صحيفة ديلي تلغراف يقول محلل الشؤون الدفاعية كون كوغلن إن التحدي الأكبر الذي يواجه اجهزة الأمن في الغرب سيكون محاولة منع ما اطلق عليه مسمى / الذئاب المنفردة/ المتطرفة من ارتكاب أعمال ارهابية في الغرب وذلك في اشارة الى الاشخاص الذين يرتكبون أعمال عنف بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما .

ولفت كوغلين الى ان الهجوم الاخير الذي نفذه /زيهاف بيبو/ قد يكون رد فعل على قرار كندا المشاركة في العمليات العسكرية ضد تنظيم / داعش/ الارهابي في العراق وسورية .

ويرى الكاتب أن وقوع هذا الهجوم بعد يوم واحد من قيام متطرف آخر بدهس جنديين مات أحدهما يبدو كهجوم على الحكومة في عقر دارها مشيرا الى ان التحدي الأكبر الذي يواجه المحققين الآن هو معرفة ما اذا كان مرتكب الحادث قد قام بذلك بدافع شخصي أم أنه تلقى تعليمات بالقيام بذلك من جهة ارهابية في العراق أو سورية أو أي منطقة أخرى من المناطق التي سيطر عليها المتطرفون في الدول العربية .

ويعدد الكاتب الاشكال التي يمكن أن تقوم بها “الذئاب المنفردة” بعملياتها من زرع قنابل ذاتية الصنع في أماكن مختلفة أو شن هجوم فردي بالسلاح كما فعل اليميني المتطرف اندريه بريفيك في النرويج عام /2011/ما أدى إلى مقتل العشرات احتجاجا على سياسة بلاده المتساهلة في مسألة هجرة الاجانب اليها .

ويرى الكاتب أن منع مثل هذه الهجمات “أمر شديد الصعوبة” ما لم تكن لدى السلطات المعنية معلومات عن نية الشخص القيام بمثل هذا العمل.

وتتزايد مخاوف الاوروبيين والأمريكيين من تشجيع المتطرفين الاسلاميين على القيام بمثل هذه الأعمال المنفردة بدلا من العمل بشكل جماعي لتنفيذ خطة ما على غرار ما حدث في هجمات الحادي عشر من ايلول عام /2001/ في نيويورك أو هجوم /7/ تموز عام /2005 / في لندن .

ويقول كوغلين إن ما يعزز تلك المخاوف ما كشف عنه جهاز الشرطة البريطانية /اسكتلنديارد/ موءخرا بشأن احباط مخطط لخلية ارهابية كان افرادها يعدون للقيام بهجمات منفردة مشابهه لما قام به /زيهاف بيبو/ في اوتاوا .

ويقول الكاتب إن الهجوم في كندا يبدو أنه مأخوذ حرفيا من ايديولوجية “تنظيم القاعدة” الارهابي الذي يطالب أنصاره بقتل الأوروبيين والأمريكيين متى سنحت الفرصة ويضيف الكاتب ان عملية قتل الجندي البريطاني لي رغبي في أيار في لندن عام 2013 شجعها ما قيل إنه “دعاية اسلامية متطرفة” على الانترنت.

وكان قائد شرطة اسكتلنديارد حذر من المخاطر التي تهدد الأمن البريطاني بسبب المتطرفين الذين يصل عددهم اسبوعيا إلى نحو خمسة يسافرون من بريطانيا للانضمام لصفوف “الارهابيين” في سورية .

يشار الى ان الاف الارهابيين الاجانب انضموا الى صفوف التنظيمات الارهابية فى سورية بينهم امريكيون وكنديون واوروبيون حيث تتخوف تلك الدول من عودة هوءلاء الى دولهم الاصلية الامر الذى دفعها متاخرة الى سن قوانين واتخاذ اجراءات للحد من تصدير الارهاب الى سورية والمنطقة واتخاذ اجراءات اكثر حدة لمنعهم من العودة من الاساس.

وكانت وزارة الخزانة الاميركية وبعد أن اقرت بوجود اكثر من 15 الف إرهابي أجنبي في سورية والعراق بينهم عشرات الامريكيين كشفت أمس أن تنظيم داعش الارهابي يحصل على جزء كبير من تمويله من بيع النفط المسروق من سورية والعراق عبر الاراضي التركية لكنها زعمت ان عمليات البيع تتم في السوق السوداء في محاولة منها لتبرئة ساحة حليفتها حكومة حزب العدالة والتنمية التركية المتورطة اساسا بدعم الارهاب في المنطقة برمتها.