دمشق-سانا
تصاميم عصرية تجمع بين الفن والتقليد في عالم المجوهرات والحلي يصنعها المصمم يوسف حسين بلمسات راقية تستلهم التراث وتناسب الحاضر بمتغيراته المتلاحقة.
المجوهرات المعاصرة تمكنك من توسيع حدود الممارسة الخاصة بك عن طريق دراسة الأفكار المتطورة في المجوهرات التي لم تكن تعرضت لها من قبل هذا ما قاله المصمم حسين لفريق سانا الذي التقاه في ورشته مع كادره المؤلف من عدد من طلاب كلية الفنون الجميلة والهندسة وخريجيها من محبي صناعة المجوهرات المعاصرة.
داخل الورشة وثقت كاميرا سانا تراثا يعود إلى أكثر من مئة عام حيث يقوم حسين وفريقه بصياغة الحلي بأسلوب يجمع الحاضر بالماضي حيث يقوم بصياغة الخواتم والأقراط والقلائد المرصعة بتصاميم مميزة لها مدلولها وخصوصيتها لدى زبائنها ويطلق على هذه القلائد الأسماء التي تعبر عنها … كقلادة تانغو الرقصة المشهورة و دريم كاتشر صائدة أو لاقطة الأحلام وهي مصنوعة من الفضة والنحاس الأصفر والأحمر مغلفة بعلبة من خشب الزان المطعمة بالنحاس والجلد وهي عبارة عن شبكة دائرية يتدلى الريش من قسمها السفلي وقلادة همس الصحراء وهي قطعة تعلق على مرآة السيارة صممت من النحاس الأحمر والأصفر والجلد محفوظ بداخلها أبيات شعرية مخطوطة باليد على قماش القطن الخام ومغلفة بعلبة من خشب الزان المطعمة بالنحاس والجلد وهناك أيضا قلادة القباقيب الحلويات التراثية التي انطلقت من الحارات الدمشقية القديمة وتسمى أحيانا بقبقاب غوار قام حسين بتحويل هذه الحلوى إلى حلي مبهجة معاصرة لتكون جزءا من مجموعة صيف 2018.
وتحدث حسين عن القلادة التي تحمل اسم موطني المستوحاة من العمارة الدمشقية حيث صب ترابا من دمشق القديمة ممزوجا بذرات الذهب المغلفة بالخشب وتعود فكرة تصنيعها إلى أن الكثير من ابناء الشعب السوري هاجروا إلى خارج البلد بسبب الإرهاب فقرر حسين صنع هذه القطعة وادخل فيها أغلى ما يملكه الشعب السوري وهو التراب الدمشقي وجبله مع ذرات الذهب ووضعه داخل باب خشبي كناية عن الباب الدمشقي.
ويجمع حسين في فنه الاشكال التقليدية الشرقية والغربية التي تحكي قصة مدينة عشق تراثها واليوم يعمل ليتجلى تراث وطنه بهذه المجوهرات مضيفا إليها لمسة من خياله الخصب الذي جعلها قطعا مميزة ونادرة.
وعلى الرغم من أن المجوهرات المصنوعة يدوية أكثر تكلفة بشكل ملحوظ من المنتجات المصنعة اليا إلا أن حسين لا يشتكي من سوق هذه المهنة ويقول “هناك دائما سوق لشراء الخواتم الفريدة والقلائد والاقراط بحيث يكون سعرها غاليا بعض الشيء لاعتمادها على نوعية المواد والأحجار الكريمة المستخدمة لكن ما نقوم بصنعه مختلف تماما”.
الجدير بالذكر أن حسين بدأ بصناعة المجوهرات منذ 3 أعوام حتى احترف صناعتها.
مجد من فريق العمل وأحد الطلاب الذين تدربوا في الورشة يقول: “إن فكرة تصنيع المجوهرات المعاصرة فكرة جديدة في دمشق ولها صناعها ومبدعوها وهي مهنة لها ارتباط بالزمن وعلاقة بالفن المعاصر حيث تتعلم مبادئ تصميم وصياغة المجوهرات عن طريق تمارين تمكنك لاحقا من تصميم وصياغة قطعك الخاصة مستخدما التقنيات والأدوات المطلوبة لصنع المجوهرات ضمن أسس النشر والبرد واللحام والبوليش”.
وبين مجد أن الطالب المتدرب في الورشة في أول كورس له يأخذ فكرة عن المجوهرات التقليدية بشكل عام والمجوهرات المعاصرة بشكل خاص والتقنيات التي من الضروري العمل بها ومن ثم يتعلم النشر والبرد والتلحيم وكيفية صنع الخاتم البسيط والأهم من هذا التفكير بطريقة مختلفة بعيدا عن طريقة الصياغة المتعارف عليها وكيفية التفريق بين الصياغة التقليدية والصياغة الفنية.
بشرى برهوم – رحاب علي