كل المؤشرات الميدانية المتكئة على الانتصارات المتراكمة للجيش العربي السوري في حربه الوطنية المقدسة على أكبر مؤامرة إرهابية تستهدف سوريا (وطناً وشعباً وجيشاً وقيادةً) تشي باقتراب الدولة السورية تحقيق الإنجاز الكامل نحو استعادة كل شبر سوري ملوث برجس الإرهاب التكفيري، فبقدر ما تعكسه معركة الجنوب من مهارة عالية في القتال وإرادة لضرب بؤر الإرهاب التكفيري واستئصال الأورام الخبيثة التي خلفها الإرهاب التكفيري بتنظيماته المتعددة من الجسد السوري، بقدر ما تؤكد أن الدولة السورية ماضية لتفكيك جميع حلقات المؤامرة، وتبديد كل الأحلام، وهدم كل المشروعات الاستعمارية التي بنى عليها محور التآمر والإرهاب مؤامرته على سورية.
وفي إطار معركة الجنوب والعمل على استكمالها وعدم ترك أي ثغرة يمكن أن يتسلل منها الإرهاب التكفيري، يواصل الجيش العربي السوري انتشاره على محاور بادية السويداء بالتزامن مع تنفيذ عمليات دقيقة على أوكار ومقار إرهابيي تنظيم “داعش” فيها وتمشيط مساحات واسعة منها لتطهيرها من البؤر المتبقية من التنظيم التكفيري، حيث استطاع الجيش العربي السوري السيطرة على عدد من التلال والمناطق الحاكمة في الريفين الشرقي والشمال الشرقي لمحافظة السويداء، ملاحقاً فلول التنظيم الإرهابي في عمق البادية، ومكبداً إياها الخسائر.
وتكتسب معركة البادية أهمية كبرى على صعيد الوصول إلى النهاية المنتظرة والقريبة ـ بإذن الله ـ بإعلان سورية النصر الكامل على المؤامرة الإرهابية، من حيث أن تطهير البادية من الإرهاب التكفيري سيعني قطع طرق الإمداد والعبور للتنظيمات الإرهابية، وتجنيب القرى القريبة أو على تماس بالبادية من الهجمات الإرهابية التي تشنها التنظيمات الإرهابية بتوجيه وإيعاز من مشغِّليها. فإرهابيو تنظيم “داعش” يتخذون من منطقة البادية الوعرة شمال شرق السويداء، حيث توجد آخر تجمعات للتنظيم التكفيري في جنوب سورية، منطلقاً لهجماتهم الإرهابية والاعتداء على القرى والتجمعات السكنية بريف السويداء من الجهتين الشرقية والشمالية الشرقية. كما أن نجاح الجيش العربي السوري في تطهير البادية وصولاً إلى الحدود الأردنية والعراقية، سيجعل هذه المنطقة خالية من الوجود الإرهابي، ما سيترتب عليه عزل قاعدة التنف برياً التي تعد أحد مصادر الإرهاب ومنطلقاته، وبالتالي تنتهي مبررات بقاء هذه القاعدة، وحينئذ لا خيار أمام منشئيها إلا بتفكيكها؛ لأن الدولة السورية بأي حال من الأحوال لن تقبل ببقاء هذه القواعد وما شاكلها التي تعد مساساً بالسيادة السورية، ما يستوجب رحيلها سلماً أو حرباً، فالمبررات المزعومة التي أقيمت من أجلها هذه القواعد وهي الزعم بمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي منتفية، فضلاً عن أن دورها طوال السنوات الثماني للمؤامرة الإرهابية أثبت العكس، فلم تكن إقامتها إلا لتدريب الإرهابيين ونقلهم من مكان إلى آخر، وتقديم الدعم لهم. الأمر الآخر الذي سيحققه تطهير البادية واستكمال معركة الجنوب هو حرية التحرك باتجاه شمال سوريا بتطهير محافظة إدلب ذات الخزان الإرهابي، وهي معركة تبدو قريبة، وبها يتحقق الإنجاز الكامل بإعلان سورية النصر الكامل على المؤامرة الإرهابية.