على مدى عقود وقرون استطاع الغرب أن يطعمنا الوهم، وبرعنا نحن في التهامه.. فما طحنت أضراسنا سوى لحم بعضنا.. بسوء نية أم بسذاجة صدق بعضنا أو توهم أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وحتى «إسرائيل» حريصة على مصلحة السوريين أكثر من حكومة بلدهم.
التهم بعضنا الوهم حتى صار هذا البعض لايرى أو يسمع سوى مايلقى على مسامعه من المستعمرين .. ورغم تساقط سلسلة الأوهام على مدى سنوات الحرب السبع لايزال في سورية من ابنائها من يعوّل على وهم المساعدة الغربية و«الإسرائيلية».
وحدهم الذين اختاروا استقبال رجال الجيش العربي السوري بالأحضان، أسقطوا الوهم وعاشوا لحظات الحقيقة، ليس في درعا فقط بل في جميع المناطق التي سيطر عليها الإرهاب فترة من الزمن.. وغير هؤلاء سيكون مصيرهم كمن سبقهم ..لا وجود لهم في بلدنا.
احد أبناء درعا قال بعد تحرير بلدته من الإرهاب.. «رح نحط ايدينا بايدين بعض ونعمر البلد ونرجع متل ما كنا .. وأي واحد ناوي يدمر البلد ما الو مكان بينا… اللي بدو يدمر البلد يروح عالبلد اللي عم تبعتلو مصاري يقعد فيها..» هذا الكلام يختصر القضية ويعبّر بصدق عما حصل ويحصل لسورية.. هي لحظة وعي وإدراك للحقيقة.. لحظة سقوط الوهم.
المواقف المتواترة من شخصيات نافذه على المستوى السياسي والحزبي في المنطقة الشمالية الشرقية من سورية تفيد أن الوهم بدأ يتساقط ايضاً وبدأت لحظة الحقيقة تقترب .. فما نُقل عن تلك الشخصيات من انفتاحها على الحوار مع الحكومة السورية مؤشر على ذلك .. فلم يعد مجدياً التعويل على الحضور الأمريكي غير الشرعي في البلاد.. فهو يبحث اصلاً عن مخرج.
متوالية تساقط الوهم لن تبقى مقتصرة على هؤلاء السوريين، بل يمكن القول إن تساقط الوهم هذا جاء صدى لتساقطه لدى بائعيه من أمريكان وفرنسيين وبريطانيين وأتراك وسعوديين.. صحيح أن الأميركي يخفي رأسه من مكان ليظهر في مكان آخر.. يصمت حيال مايجري في درعا ليطل في منبج أو في ريف الحسكة.. لكن الحقيقة تؤكد أنه في مرحلة انسحاب تحت ضغط انتصارات الجيش العربي السوري.
وما زيارة عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي ليندسي غراهام وجين شاهين إلى مدينة منبج ومحاولة رفع معنويات أدواتهم هناك سوى محاولة لمواجهة تساقط الوهم الذي يعيشه المخطط الأمريكي الغربي في سورية.
تساقط الوهم بدأ من بابا عمرو ولايزال رغم كل الألم.. وعلى بعض السوريين ان يستفيقوا من وهم أدماهم سبع سنوات.. فلحظة الحقيقة اقتربت جداً وهي أبهى وأقوى.
صحيفة الثورة