دمشق-سانا
يذهب كتاب التنجيم السياسي في التراث العلمي العربي إلى دراسة موضوع غير مألوف في البحث التاريخي راصدا اسس التنجيم في التاريخ والعلاقة بينهما وما كتبه المحدثون والقدماء حول مفهوم التاريخ التنجيمي ودلالته وتطوره.
يدرس الكتاب الذي ألفه الدكتور عبده القادري مفهوم التنجيم السياسي انطلاقا من الأفكار التي يقوم عليها التنجيم كتصور يحاول وضع علاقة بين بعض الأجرام الفلكية والأحداث الأرضية ويقوم بدرجة أساسية على رسم خريطة البروج أو الطوالع لكل حدث تتضمن موقع الأرض والكواكب ليقوم المنجمون عبرها بوضع افتراضاتهم وتنبؤءاتهم.
وحسب الكتاب فإن أول دائرة للبروج ظهرت في الحضارة البابلية بالقرن الخامس قبل الميلاد مكونة من 12 برجا يحتوي كل واحد منها على 30 درجة كما وضعت في تلك الحقبة خرائط الطالع مبينا أن الأفكار التنجيمية التي انبعثت من بابل وفارس اندمجت في عهد باكر بتصورات الفيثاغورسيين والأفلاطونيين.
ويشير الكتاب إلى أن الأصل التاريخي لنشأة التنجيم يؤكد ارتباطه بالكلدانيين الذين سكنوا جنوب بابل وأصبحت كلمة كلداني مرادفة لكلمة منجم وإن الكهنة في معابد ما بين النهرين ازداد عددهم ودورهم لامتهانهم تدوين مواقع القمر والكواكب السيارة والتنبؤء بالأحداث.
واعتنى الكلدانيون كما ورد في الكتاب بجداول القمر بوجه خاص لأن تقويمهم كان قمريا وكان أكبر مهامهم تعيين الرؤءية الأولى للهلال الجديد حيث نقلت حسابات الكلدانيين في هذا الشأن إلى كل العالم.
وأوضح القادري في كتابه أن فن الطوالع لم يتقدم في بلاد الرافدين ولكنه تطور في مصر بشكل متسارع طوال العهد الهلنستي في ختام ذلك العصر ومطلع العصر الروماني على أيدي يونانيين مصريين اقتبسوا معرفتهم من نماذج كلدانية وفرعونية.
وبين القادري أنه منذ عام 334 قبل الميلاد بدأ انتشار النفوذ الإغريقي مع فتوحات الاسكندر الأكبر ليشمل آسيا الصغرى ومصر وبلاد الرافدين وإيران وشمالي الهند وأصبحت مصر الهيلينية مركزا للتنجيم واندرجت المعارف المصرية والبابلية في العلوم والفلسفة الاغريقية الجديدة.
ويقع الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب في 107 صفحات من القطع الكبير وفيه دراسات في الأبراج السماوية وخصائصها وعلم أحكام النجوم وصورة تاريخية لها والتنجيم والمجتمع والتنجيم والنظرة الإحيائية الأيديولوجية والتنجيم والمنجمون والدور الاجتماعي للتنجيم.
محمد خالد الخضر