التشكيلي حسن ملحم: ضرورة تكوين أسلوب سوري فني بعيد عن التقليد

حمص-سانا

من قريته الريفية في منطقة مصياف أقلعت ريشة الفنان التشكيلي المبدع حسن ملحم لتحط رحالها بعشرات المعارض الفردية العالمية وتشكل هوية خاصة بإبداعه الفني.

وعن تجربته الفنية وبداياتها أوضح ملحم في حديث لـ سانا أن بدايته كانت عبارة عن “خربشات طفولية” على الورق لم تعرها بيئته الريفية البسيطة أي اهتمام غير أن طموحه الساعي وراء هذا الفن دفعه إلى البحث في أغواره وكانت اسبانيا وجهته حيث درس في أحد معاهدها الأكاديمية الخاصة الفن التشكيلي الفردي ما أكسبه أرضية فنية.

وعن تأثره بالمدارس الفنية بين ملحم أنه مال في البداية إلى المدرسة الانطباعية ورسم من خلالها على مدى خمس سنوات ثم جرب مختلف المدارس من كلاسيكية وتجريدية وواقعية وبورتريه لكنه فضل ألا يؤطر فنه فيها وأن تكون له هويته الفنية الخاصة فراح يرسم بأسلوب متنوع يجمع ما بين تلك المدارس وما يشعر به لينقل أحاسيسه على اللوحة ويساعد في تنمية فكر المتلقي مرضيا بذلك جميع الأذواق والثقافات.

وبخصوص اختياره الألوان الزيتية الصاخبة في أعماله عزا ملحم السبب إلى أنه أراد من خلال هذه الألوان الخروج عن المألوف لأنها برأيه تمنح المتلقي شحنة وطاقة انفعالية تدفعه إلى التفكير دائما بقصد الفنان وتجعله يتفاعل وينمي حسه الجمالي وثقافته الفكرية.

وعما إذا كان لبيئته الريفية تأثير على فنه أوضح ملحم أن الطبيعة الخلابة تعد مخزونا جماليا خاما لأي فنان وأن حنينه لبيئته دفعه إلى رسم أماكن طفولته بتفاصيلها.

وعن رأيه بالفن التشكيلي السوري رأى ملحم أن سورية تكتنز بفنانين تشكيليين متميزين وأن الشعب السوري رغم كل ما مر به من ظروف وأزمات مازال تواقا وذواقا للفن التشكيلي وكل أنواع الفنون الأخرى.

وحول إذا ما كان لديه طموح لإقامة مدرسة معنية بالفن التشكيلي السوري تضم مبدعي هذا الفن أعرب ملحم عن أمله بأن يسعى الفنانون التشكيليون لإقامة مدرسة خاصة بفنهم مكونين أسلوبا سوريا بحتا ومن دون ذلك يبقى الفنان مقلدا للمدارس الأخرى.

وتمنى ملحم زيادة الاهتمام الإعلامي بالفن التشكيلي من خلال تخصيص برامج تعرف المتلقي بهذا الفن وتذوقه وصولا إلى نقده بشكل بناء وتطويره.

يذكر أن حسن ملحم من مواليد عام 1970 عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية وفنزويلا وحصل على الجائزة الأولى من مراكز الإبداع الدولي في اسبانيا وعلى مجموعة من شهادات التقدير وأقام 210 معارض فردية بمعظم دول العالم.

حنان سويد