السويداء-سانا
تشكل بيئة السويداء بتفاصيلها المعمارية والطبيعية العنوان الأبرز في لوحات الفنان التشكيلي عبد الله أبو عسلي المفعم بعشقه لطبيعة الأرض
التي عاش طفولته في بيوتها القديمة وحمل في ذاكرته مخزوناً عن تفاصيلها ليعبر عنها بإحساس فني عال.
وتتسم أعمال الفنان أبو عسلي بالواقعية التي يرى نفسه يتطور من خلالها ويحاكي عبرها مدارس أخرى حيث تنتمي لوحاته التي يصور فيها الطبيعة إلى الواقعية الكلاسيكية كما تنتمي أعماله أيضاً للواقعية الحديثة التي تسمح له بالتعبير عن بيئته المحيطة بطريقة أشمل بوصفها فناً يرصد المكان والزمان والعلاقة الإنسانية وما لها من تأثيرات بمعطيات معاصرة من حيث التقنية واللون.
ويرى أبو عسلي أن الواقعية الحديثة مدرسة بحد ذاتها بدأت تعود بقوة للمشهد الفني في العالم ولها مريدوها وهي أقرب للمعاصرة بالفن منها إلى الحداثة وتسير جنباً إلى جنب مع كل المدارس الفنية.
ويعبر أبو عسلي من خلال تجربته الفنية المغرقة في الواقعية عن انتمائه لبلده ولطبيعته إضافة إلى التعبير عن هويته التي ينتمي إليها ليؤكد من خلال أعماله الفنية أن الفنان هو “ابن بيئته مهما ابتعد عنها” مصورا إياها بما تحمله من عفوية وصدق بعيداً عن التصنع معتبراً أن الانطلاق من البيئة المحلية هو الأسلوب الأفضل لبلوغ العالمية.
ويرى أبو عسلي في الرماديات مساحة للتعامل مع التدرج اللوني كما يجيد العمل بالألوان ولوحاته غنية بتفاصيل الألوان وبالمظاهر التي تنتمي للبيئة الطبيعية التي يعبر فيها بطريقة تحمل الكثير من الأصالة.
إمتاع الناظر باللوحة موضوع أساسي يحاول أبو عسلي تكريسه في أعماله مع تحقيق بصمة فيها لا تضطره إلى وضع توقيعه عليها فالناظر للوحاته يكتشف تلك العلاقة الجدلية والمتبادلة بين الإنسان والمكان وذلك الحوار غير المرئي بينهما من خلال التأثيرات الدالة على وجود الإنسان دون حضوره جسداً.
والفنان أبو عسلي من مواليد عام 1962 خريج قسم التصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة بدمشق عام 1986 وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين وأقام معارض فردية في دمشق وعمان وشارك بعدة معارض جماعية في سورية ولبنان والإمارات وجميع معارض وزارة الثقافة وأعماله مقتناة في المتحف الوطني بدمشق وعدة دول عربية وأجنبية.
سهيل حاطوم