الجفاف يهدد الأشجار المثمرة في ريف حماة الشرقي

حماة-سانا

تواجه المحاصيل الزراعية وعلى رأسها أشجار الزيتون المعمرة في ريف محافظة حماة الشرقي تحديات بيئية ومناخية واقتصادية يأتي في مقدمتها الجفاف وشح مصادر المياه وغياب مقومات العناية والرعاية وأصول التربية السليمة ما يهدد إنتاجها.

المزارعون يطالبون بتنفيذ مشاريع ومبادرات حكومية وأهلية ودولية إسعافية لإنقاذ أشجارهم ولا سيما أنها تعد مصدر دخل ومورد رزق لهم.

ويشهد ريف المحافظة الشرقي هذا العام أزمة مياه تهدد واقع ومستقبل الأشجار المثمرة كالزيتون والفستق الحلبي واللوز والتي تغطي رقعة واسعة من أراضيه وذلك في بلدات وقرى صبورة وعقارب وجدوعة وتل سنان وجصين في ريف منطقة سلمية.

المزارع أحمد سلهب من قرية جدوعة حذر في تصريح لـ سانا من أن المنطقة تسير باتجاه التصحر المتسارع مع نضوب مصادر الري وانخفاض مناسيب المياه الجوفية وانحباس الأمطار وتراجع معدلات الهطول المطري وضعف الدعم الحكومي بتأمين مصادر الري وتقديم الاستشارات الفنية واللوجستية للمزارعين حفاظاً على الثروة الزراعية.

وشكل اختلاف آراء الفنيين والخبراء الذين يزورون المنطقة بين فترة وأخرى إرباكاً للمزارعين حيث يوضح المزارع تميم الحواط أن البعض منهم يوصي بضرورة حراثة الأراضي المزروعة بالزيتون خشية تكدس البقايا وتكاثر الآفات الفطرية والبكتيريا والأعشاب الضارة فيها ما يؤدي إلى إلحاق الضرر بالأشجار ويباسها في حين أن البعض الآخر يدعو إلى الامتناع عن حراثة الأراضي بدعوى التسبب بقطع الجذور وانكشافها ما يجعلها معرضة مباشرة للحشرات وتفضيل بقاء الأرض دون حراثة بهدف تراكم البقايا وتخمرها والاستفادة منها كسماد عضوي.

“تأمين مصادر ري كإجراء اسعافي ينقذ الأشجار والمحاصيل” يرى فيها المزارع ناصح الحواط الحل الوحيد لمواجهة هذه الظروف المناخية والبيئية الاستثنائية وذلك عبر حفر الآبار الارتوازية العميقة ذات المياه الكبريتية الوحيدة في المنطقة وهذا الأمر يستدعي إقرار هذه المبادرة ووضعها ضمن خطط الجهات المعنية على غرار تجربتها مع مشروع الحزام الأخضر قبل سنوات والتي حققت نجاحاً ملموساً ولا سيما أن هناك بئراً واحداً فقط في كل قرية حالياً.

بدوره اعتبر رئيس دائرة الإرشاد بمديرية الزراعة المهندس حسام العبيسي أن واقع الريف الشرقي للمحافظة يدق ناقوس الخطر خاصة أن الأشجار يقدر عددها بمئات الآلاف وتعد مصدر رزق للأهالي مشيراً إلى أن المديرية تقدم استشارات ودعما فنيا محدوداً وتسعى لفتح مجالات لتحسين الواقع الزراعي من خلال تحليل التربة ودراسة المناخ وقياس الرطوبة والحرارة لتحديد الأصناف المناسبة لكل تربة وربما استبدال أصناف مزروعة بأخرى أعلى مردودية وأكثر تحملاً لظروف الجفاف وقساوة الطبيعة وذلك عبر العمل الميداني بمشاركة المزارعين ولكن الواقع المادي للمنطقة عموماً مترد ويحتاج إلى دعم ومبادرات بناءة حكومية وأهلية ودولية.

مدير زراعة حماة المهندس عبد المنعم الصباغ أكد في تصريح لـ سانا أن رغبة الأهالي في حفر آبار كبريتية والاستفادة من مياهها ضرورة ملحة وسط الظروف والمعطيات الحالية للجفاف وشح الأمطار وسيتم رفع مذكرة لوزارة الزراعة للموافقة على اقامة مشروعات جديدة تنقذ الأشجار وتسهم في رفع إنتاج الزيتون الذي بات يحتل مكانة مرموقة على خارطة الإنتاج الزراعي في المنطقة ناهيك عن مساهمته في تامين استقرار الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد الوطني.

عبد الله الشيخ

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency