موسكو-سانا
شكك عضو مجلس الدوما الروسي رئيس حزب الوطن ألكسي جورافليوف في النيات الحقيقية لـ التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي الذي تقوده الولايات المتحدة مشيرا إلى أن هذا التحالف لا يعمل بالشكل المطلوب ولا يتم قصف مواقع الارهابيين إلا في الجزء الذي تختاره قواته لأن هدفه ليس القضاء على
التنظيم.
وأوضح جورافليوف في برنامج تحليلي تفاعلي بثته قناة مير الفضائية الروسية مساء أمس وشارك فيه مدير المركز الإعلامي السوري في موسكو الدكتور فهد كم نقش وعدد من الخبراء والمحللين السياسيين الروس أن تنظيم داعش هو مشروع أعدته الاستخبارات الأميركية مثله مثل تنظيم القاعدة وسورية تعتبر الدولة الوحيدة الصامدة في وجه هذه الظاهرة التي تقودها الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية محذرا من إمكانية توجيه التنظيم نحو روسيا.
ونبه رئيس حزب الوطن الروسي إلى أن الهدف الرئيسي للسياسة الأميركية في نهاية المطاف هو روسيا وأن خطر داعش والإرهابيين على روسيا “حقيقة واقعية” داعيا إلى دعم الحكومة الشرعية في سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد والعمل للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي في مهده قبل أن يصل إلى الأراضي الروسية.
وعبر جورافليوف عن رفضه للرأي القائل بوجوب التفاهم مع الإرهاب والتفاوض معه للقضاء عليه فيما بعد معبرا عن تأييده لحكومة بلاده فيما يخص إعادة النظر بالعقيدة العسكرية الروسية حرصا على أمنها ودفاعا عن مصالحها القومية “التي تقع جيوسياسيا في سورية قبل غيرها”.
من جهته حذر مدير المركز الإعلامي السوري في موسكو فهد كم نقش خلال البرنامج الذي كرس لبحث خطر تنظيم داعش الإرهابي من أن هذا التنظيم وغيره من التنظيمات الإرهابية المسلحة التي صنعتها الادارة الاميركية تشكل تهديدا عمليا لروسيا وغيرها من دول الفضاء السوفييتي السابق موضحا أن الهدف النهائي للولايات المتحدة هو تقويض قدرات روسيا.
وأوضح كم نقش “أن تنظيم داعش الارهابي يشكل خطرا على امن روسيا بمعنى الخطر المستقبلي”.
واضاف كم نقش “إن داعش والقاعدة صناعة أميركية ويجمع بينهما أنهما تنظيمان إرهابيان دوليان لكن الاول يدعو الى إقامة ما يسمى خلافة إسلامية ما يعني أنه يعتزم العمل في جميع البلدان الاسلامية وفي هذا بالذات يكمن خطره بالنسبة لروسيا التي يقطنها نحو 25 مليون مسلم من السكان الاصليين”.
وذكر كم نقش بما تم تداوله من أنباء مؤخرا حول نية الاميركيين انشاء معسكرات في جورجيا لتدريب مسلحين مما يسمونها “المعارضة السورية المعتدلة” مشيرا إلى أن “مسلحي داعش يحاربون في مناطق صحراوية سورية شبيهة بمناطق آسيا الوسطى وفي العراق بجبال سنجار التي تشبه تضاريسها مناطق شمال القوقاز ما يبعث على التفكير بأن ما يجري في سورية والعراق حاليا هو عمل تحضيري وتدريب على ما يعتزمون القيام به في بلدان أخرى ومنها روسيا”.
وركز كم نقش على أن الأميركيين ومعهم مشيخات وممالك الخليج والقيادة التركية هم من مهدوا الطريق أمام الإرهابيين وأرسلوهم الى سورية.
واعتبر أن ما يجري في أوكرانيا اليوم هو عمل استفزازي ضد روسيا لإرباكها وإنهاكها مشيرا إلى أن الهدف النهائي للولايات المتحدة هو تقويض قدرات روسيا والصين وتقسيمهما وما يحدث في هونغ كونغ هو دليل واضح على المخططات الاميركية لزعزعة الوضع.