اللاذقية-سانا
لم يكن المهندس الشاب “علاء سلامة” يتوقع أن تتحول مواهبه الفنية يوما ما إلى مصدر مدر للدخل فمن الرسم في سنوات الطفولة المبكرة انتقل إلى النحت ثم الحفر على الخشب قبل أن يبدأ في تشكيل الأسلاك المعدنية لإنتاج أشكال ومجسمات متنوعة ما لبثت أن لاقت رواجا نظرا لجماليات أشكالها وغرابتها بعض الأحيان وهو المشروع الذي واصل العمل فيه ليصبح اليوم باب رزق جيد له.
“علاء” ابن السادسة والعشرين يرى أن الأسلاك المعدنية واحدة من الخامات سهلة التطويع حيث تستخدم في العديد من الحرف اليدوية وأشغال المعادن والتصنيع وهي تتمتع بقيم جمالية عالية إذا ما أحسن انتقاء التقنية الملائمة لتشكيلها.
وتتنوع أساليب العمل بهذه الخامة بين الحني والبرم والضفر وغيرها كما ذكر “سلامة” في حديثه لنشرة سانا الشبابية موضحا أنه يعمل على ابتكار
مجسمات معدنية ذات أفكار وأشكال فريدة ليبتعد عما هو تقليدي ومطروق لافتا إلى أن فن الأسلاك المعدنية هو معقد ودقيق كما أنه يتطلب مهارة عالية وصبرا كثيرا.
وبين أنه لدى المباشرة بهذا العمل لم يكن يضع الناحية الاقتصادية للمشروع في الحسبان لكن ومن خلال مشاركاته المتواصلة في المعارض زاد الطلب على أعماله وكثرت التوصيات لإنتاج قطع خاصة بالزبائن وهذا ما جعل أعماله تتحول إلى نواة مشروع صغير مدر للربح أخذ يطوره تدريجيا ليتحسن مردوده المادي.
فكرة المشروع بدأت من إعادة تدوير الأسلاك المعدنية التالفة في الملفات والمحركات الكهربائية المستهلكة لكن اتساع المشروع حسب قول “علاء” بات يتطلب كميات كبيرة من الأسلاك ما يضطره اليوم إلى شراء الكميات الناقصة من الأسواق المحلية.
معارض عدة شارك بها “علاء” منها معرض “الأيادي دهب” ومعرض “حرفيون لأجل البيئة” حيث أشار إلى أن المعارض هي نافذة تسويقية مهمة والأمر نفسه بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي التي باتت أيضا مساحة خصبة للترويج والدعاية أشبه بسوق مفتوحة ومتاحة للجميع.
واختتم “علاء” بالتأكيد على أنه يقدم من خلال هذا المشروع رسالته الفنية الخاصة حيث أن “كل منتجاته تحمل جزءا من تفكيره وروحه” مضيفا إن الموهبة ضرورية لإنجاز أي عمل فني ولكن لا بد من صقلها وتنميتها بالخبرة والممارسة والفكر المتجدد.
يذكر أن الشاب “علاء سلامة” من مواليد العام 1992 وهو طالب ماجستير في كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة تشرين.
بشرى سليمان