دمشق-سانا
تزامنا مع الذكرى السبعين لنكبة فلسطين ينفذ الرئيس الامريكي دونالد ترامب اليوم قراره المشؤوم بنقل سفارة بلاده الى القدس المحتلة إمعانا بتجاهل القانون الدولي والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لتكون هذه الخطوة حلقة ضمن سلسلة المخطط الأمريكي المسمى “صفقة القرن” الرامي لتصفية القضية الفلسطينية بمباركة وتواطؤ من مشيخات الخليج.
سلطات الاحتلال الإسرائيلي وقبيل بدء تنفيذ القرار الأمريكي المشؤوم حولت مدينة القدس الى ثكنة عسكرية وسط اجراءات قمعية مشددة ودعت عددا من الدول الداعمة لإسرائيل لحضور ومباركة هذه الخطوة الأمريكية الاستفزازية وسط مقاطعة من اغلبية الدول الاوروبية إضافة إلى روسيا التي انتقدت تلك الخطوة وحذرت من تداعياتها على الاوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة مشيرة إلى أنها ستقوض الجهود المبذولة لتهيئة الظروف اللازمة لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية على أساس القانون الدولي.
بدورها جددت الخارجية الايرانية اليوم التأكيد على رفضها لهذه الخطوة وقالت ان مدينة القدس جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين واحد الأماكن الإسلامية الثلاثة الأكثر قدسية مشددة على أن نقل السفارة الأمريكية إليها يشكل انتهاكا صارخا للمعايير والقرارات الدولية.
وعلى الصعيد الشعبي الفلسطيني لاقى إعلان ترامب حول القدس ونقل السفارة إليها تنديدا ورفضا واسعا من خلال المسيرات الحاشدة التي خرجت خلال الاشهر الماضية للتنديد بهذا القرار والتي قمعتها قوات الاحتلال ما أسفر عن استشهاد 90 فلسطينيا في الضفة الغربية وقطاع غزة فيما ستشهد الاراضي المحتلة اليوم مسيرات ضخمة للتنديد بهذه الخطوة الاستفزازية.
وتتزامن المؤامرة الأمريكية الجديدة مع الكشف عن مخطط ما يسمى “صفقة القرن” التي يمولها النظام الوهابي في السعودية وحلفاؤءه في مشيخات الخليج وتهدف الى اسكات صوت الشعب الفلسطيني المقاوم للاحتلال واخضاعهم لأوامر الكيان الصهيوني والتنازل له عما تبقى من اراضيهم وتاريخهم سواء بالتهديد او بالترغيب فيما اخذ نظام بني سعود على عاتقه عملية الترويج للصفقة ومحاولة فرضها على الفلسطينيين .
وتناغما مع مواقف ترامب المعادية لقضية الشعب الفلسطيني طالب ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان خلال زيارته الأخيرة لواشنطن الفلسطينيين بالسكوت عن حقوقهم مشيرا إلى أن عليهم أن يوافقوا على الجلوس إلى طاولة التفاوض وإن لم يفعلوا ذلك فعليهم أن يخرسوا ويكفوا عن الشكوى في حين تدخلت مشيخة قطر لتستكمل الحلقة الثانية من المؤامرة على القضية الفلسطينية بدفعها الأموال بالتنسيق مع كيان الاحتلال بهدف إجهاض أي جهد فلسطيني لنيل الحقوق المشروعة أو أي مطالب قبيل مسيرات العودة الكبرى المقررة اليوم وغدا.
مراقبون يرون أن تآمر الأنظمة الخليجية على قضية الشعب الفلسطيني وعلى بعض الدول العربية من خلال دعم الإرهاب فيها لا يمكن فصله عن خطوات التطبيع العلنية التي تقوم بها تلك الأنظمة والمشايخ مع كيان الاحتلال الإسرائيلي حيث يتواصل عقد اللقاءات مع مسؤولي الكيان والتنسيق معهم.
وتتواصل وللأسبوع السابع على التوالي مسيرات العودة شرق قطاع غزة وفي الأراضي المحتلة عام 1948 والتى بدأت فى ال30 من اذار الماضي حيث أعلنت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار في غزة أن يوم غد ذكرى النكبة سيكون يوما مفصليا في مسيرات العودة داعية الشعب الفلسطيني إلى الاحتشاد في المناطق الشرقية لقطاع غزة ونقاط التماس في الضفة الغربية وفي ساحة باب العامود في مدينة القدس المحتلة.