القدس المحتلة-سانا
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم حملة اعتقالات واقتحامات واسعة في الضفة الغربية واعتقلت فلسطينيين اثنين واقتادتهما إلى جهة مجهولة.
وذكرت وكالة معا الإخبارية أن قوات معززة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت فجر اليوم قرية الرشايدة إلى الشرق من بيت لحم وأغلقت جميع الطرق المؤدية إليها ونصبت حواجز طيارة على مداخلها.
وقال رئيس مجلس قروي الرشايدة فواز رشايدة أن جنود الاحتلال داهموا منازل الفلسطينيين وعبثوا بمحتوياتها قبل اعتقال شابين من أبناء القرية واقتيادهما إلى جهة غير معلومة بعد الاعتداء عليهما موضحاً أن الشابين هما محمود سليمان رشايدة 18 عاماً وعناد علي رشايدة 19 عاماً.
وفي جنين أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم قنابل الغاز المسيل للدموع على الفلسطينيين أثناء قطف الزيتون في قرية العرقة غرب جنين.
وذكرت مصادر أمنية فلسطينية لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية وفا أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز تجاه الفلسطينيين الذين كانوا داخل أراضيهم المحاذية لجدار الفصل العنصري ومستوطنة شاكيد لمنعهم من قطف الزيتون.
وقال عدد من الفلسطينيين أنهم أصيبوا بحالات الاختناق ورغم ذلك واصلوا قطف الزيتون مشيرين إلى أنهم يتعرضون لمضايقات مستمرة من قبل قوات الاحتلال وخاصة خلال موسم قطف الزيتون.
وفي طولكرم أقدم مستوطنون صهاينة من مستوطنة إفني حيفتس المقامة على أراضي قريتي شوفة وكفر اللبد شرق طولكرم اليوم على سرقة محصول الزيتون من أرض أحد الفلسطينيين.
وقال الفلسطيني عبد الرحمن رجب في لقاء خاص مع وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية وفا إنه فوجىء عند توجهه إلى أرضه التي تبعد عن مستوطنة إفني حيفتس مئة متر بسرقة 10 أكياس كبيرة ممتلئة بالزيتون تركها لحظة الاعتداء عليه من قبل المستوطنين قبل يومين إضافة إلى معدات أخرى مذكراً أنه كان قد تعرض هو وزوجته وأولاده الثلاثة لاعتداء بالضرب بالحجارة من قبل ثلاثة مستوطنين مسلحين بالسكاكين باغتوهم أثناء قطفهم لمحصول الزيتون ما أدى إلى إصابة زوجته في كتفها ونجله ابن الثمانية أعوام في رجليه وإصابته هو بكدمات في جميع أنحاء جسده الأمر الذي اضطرهم إلى الانسحاب فوراً من الأرض حفاظا على حياتهم.
في سياق متصل دعت شبكة المنظمات الأهلية ومنظمات حقوقية في بيان لها اليوم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى العمل على إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة فوراً وليس شرعنته.
وقالت الشبكة والمنظمات الحقوقية تأتي زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى قطاع غزة اليوم في الوقت الذي تعرض فيه القطاع إلى عدوان وحشي استمر لمدة 51 يوما قتلت خلاله قوات الاحتلال الإسرائيلي نحو 2203 فلسطينيين بينهم 530 طفلاً ونحو 300 سيدة وأوقعت نحو 11 ألف جريح هذا بالإضافة إلى تدمير عشرات آلاف المنازل والمنشآت العامة والخاصة والمصانع والورش الصناعية والمحلات التجارية والأراضي والمشاريع الزراعية والبنية التحتية ومحطة وشبكات توزيع الكهرباء والمياه.
وأضافت الشبكة والمنظمات الحقوقية كنا ننتظر حدوث هذه الزيارة أثناء العدوان وعمليات القتل الممنهج التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الفلسطينيين لتعبر عن تضامن الأمين العام بما يمثل من قوة أخلاقية وتشكل في الوقت نفسه محاولة لوقف العدوان.
وسجلت الشبكة والمنظمات الحقوقية تحفظاتها وملاحظاتها على الأداء العام لبان كي مون أثناء وبعد العدوان والمحددة في حالة الصمت التي بلغت حد التواطئ من قبل المجتمع الدولي تحت شعار حق الدفاع عن النفس وهو ما صرح به الأمين العام أثناء العدوان وتساوق معه الأمر الذي شجع إسرائيل على الاستمرار في انتهاكات جسيمة ومنظمة ترتقي لمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ناهيك عن المغالطات القانونية والسياسية الكبيرة التي انطوت عليها تصريحات الأمين العام والتي يجب ألا تقع فيها منظمة الأمم المتحدة والتي لا يسمح ميثاقها باللجوء للحق المشروع في الدفاع عن النفس في حالات الاحتلال.
وأعرب البيان عن أسفه لتجاهل مؤتمر المانحين الذي عقد بالقاهرة في 12 تشرين الأول والذي أقر تعهدات مالية لإعادة الإعمار بلغت 4ر5 مليارات دولار إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة والذي يشكل عقابا جماعيا للسكان وفقا لتوصيف خبراء القانون الدولي ومقرري الأمم المتحدة والسماح بحرية الحركة للبضائع والأفراد وإيجاد آلية للتواصل الحر بين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية وبين القطاع والعالم الخارجي كشرط رئيس لتنفيذ عمليات إعادة الإعمار.
وأكد البيان أن ضمانات عدم تكرار العدوان وعدم القيام بتدمير ما سيتم إعماره تكمن في تعزيز مبدأ المساءلة والمحاسبة عبر ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين وتجاوز سياسة التواطوء التي تشجع الإفلات من العقاب مشيراً إلى أنه بات واضحاً عدم إمكانية تحقيق التنمية والإعمار في الأراضي الفلسطينية المحتلة دون إنهاء الاحتلال وضمان حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير والعودة تنفيذا لقرارات الشرعية الدولية.
واعتبر البيان محاولة الربط بين إعادة الإعمار واستئناف المفاوضات المباشرة بالرعاية الأمريكية لا يعكس إرادة حقيقية لإنهاء الاحتلال بل رغبة في تكرار المسار السابق الذي استمر على مدار أكثر من 20 عاما واستغلته إسرائيل لفرض وقائع جديدة على الأرض عبر سياسة الاستيطان وبناء الجدار وتهويد القدس وحصار قطاع غزة والسيطرة على الموارد والحدود.
وطالبت المنظمات الموقعة على هذا البيان الأمين العام للأمم المتحدة بالعمل على إنصاف الضحايا وضمان حقوقهم وعدم مقايضة المفاوضات أو أي مسارات سياسية بحقوق الإنسان التي يجب أن تكون القاعدة لأي تحركات سياسية ودبلوماسية من طرف الأمم المتحدة وقالت إن إنصاف الضحايا وتبني حقوق الإنسان بما في ذلك حق الشعب الفلسطيني في الحرية والانعتاق وتقرير المصير والعودة يكمن فقط بإنهاء الاحتلال بكل تجلياته بما في ذلك الحصار وليس المساعدة في مأسسته وتشريعه وتدويله.