ريف دمشق-سانا
بعد سبع سنوات من الحرمان والظلم والحزن استعاد أهالي بلدة عين ترما الفرح وهم يحتفلون بعيد جلاء المستعمر الفرنسي عن بلادهم في ذكراه الـ 72 مؤكدين أنها مناسبة في الوقت ذاته للاحتفال بانتصار الجيش العربي السوري ورحيل آخر إرهابي عن أرض الغوطة الشرقية.
الاحتفال الذي أقيم في ساحة بلدية عين ترما 4 كم الى الشرق من دمشق ورفع فيه المحتفلون العلم الوطني وصور السيد الرئيس بشار الأسد على إيقاع الأغاني الوطنية حقق حلما للبعض كان ينتظره منذ سبع سنوات كما يقول هشام قطايف في لقاء مع مراسلة سانا “أنتظر هذه اللحظة منذ خرج الإرهابيون علينا عام 2011 حاملين السلاح وعلم الانتداب الفرنسي بدلا من علم الوطن”.
ويضيف الشاب الذي عقد العلم الوطني على ذراعه بعد لفه بطريقة وردة “يومها شعرت بحزن أصاب قلبي وبصراحة بكيت وذهبت إلى البيت” موضحا أنه منذ ذلك الوقت وهو ينتظر دخول الجيش العربي السوري لتحرير الغوطة الشرقية ومنها بلدة عين ترما من الإرهابيين.
وبحسب قطايف.. تعيش البلدة اليوم عيدين الأول جلاء المستعمر والثاني جلاء الإرهابيين عن الغوطة الشرقية محييا رجال الجيش العربي السوري على ما بذلوه من تضحيات لإعادة الأمن والأمان إلى ربوع الغوطة.
ورأت صفاء كتب المهجرة من حي جوبر الدمشقي في الاحتفال فرحة كبيرة تقاسمها أهالي البلدة ومهجرون وافدون اليها من بلدات الجوار موضحة أنها لا تستطيع الفصل بين فرحتها بعيد الاستقلال والفرحة بجلاء الإرهابيين عن الغوطة الشرقية “شعرنا اليوم بالحرية وحياة جديدة.. كنا عايشين كابوس.. بقينا بأرضنا وما منتخلى عنها”.
آخرون وجدوا الاحتفال بعيد الجلاء فرصة للبوح بارتباطهم بأرضهم ومنهم هدى غنام التي بقيت حتى اللحظة الأخيرة من الاحتفال تقول “أنا غوطانية.. ما طلعت.. قاعدة بأرضي” مضيفة وهي تنظر إلى علم صغير بيدها رفعته إلى مستوى الصدر “هذا بقلبي” ملتمسة الصفح عما مضى أثناء وجود الإرهابيين “كنا ساكتين.. ما منقدر نحكي.. السلاح فوق راسنا”.
إلهام البقاعي التي عاشت لحظة فرح واعتزاز للمشاركة بالاحتفال بيوم الاستقلال تقول: بفضل تضحيات الجيش العربي السوري تمكنا من الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة ونعيش مشاعر الاعتزاز والانتصار على أرض غوطة دمشق “ترابها بيسوى دهب الدنيا كله” داعية من غادرها إلى العودة بالقول “ما في أغلى من بلدنا وأرضنا”.
إلهام اصطحبت ابن أخيها أسامة 15 عاما إلى الاحتفال والذي عبر عن فرحه بالقول “رفعت العلم دون خوف وهتفت للوطن وتصورنا”.
الفرحة بعيد الجلاء ورؤية العلم يرفرف عاليا جعلت الدمعة تكاد تطفر من عيني محمد معتز الحلبي الذي قال: لم نر الاحتفال من ثماني سنوات “إنه العيد.. لما ارتفع العلم السوري الغالي ارتفع راسنا”.
الاحتفال بعيد الاستقلال شكل خير مناسبة لحضور عائلة أبو سليمان خالد دربل “زوجته وابنهما وزوجته المهجرون من بلدة الريحان” حيث قضوا وقتا إضافيا في ساحة البلدية ليقول أبو سليمان “الحمد لله صرنا بمرحلة نرفع علم وطنا.. شعور بالأمان والفخر” بينما تقول زوجته حسانة رجب مع ابتسامة تنضح بالمحبة “لم نكن نصدق أننا سنعيش هذه الاحتفالات مرة أخرى” أما روان الكنة الشابة الصغيرة فتقول “بعد كل المعاناة الله فرجها ورجعنا نحتفل بالاستقلال والجلاء.. هتفنا للوطن بأجواء فرح ومحبة”.
شهيدي عجيب