الشريط الإخباري

أبناء الحسكة يستذكرون صفحات ناصعة في مقارعة المستعمر الفرنسي

الحسكة-سانا

تمتلئ ذاكرة أبناء الحسكة بذكريات المجد والنصر لتاريخ حافل كتبه الأجداد في مقارعة المستعمر الفرنسي حتى أخرجوه صاغرا من البلاد وما أشبه اليوم بالأمس حيث أطل المستعمر بثوب جديد وحلة جديدة عنوانها الإرهاب بغية تدمير المنطقة وإدخالها في حالة الفوضى الخلاقة.

والحسكة كباقي المحافظات السورية تحتفل بذكرى أبطال حققوا الجلاء قبل 72 عاما ودحروا المستعمر على امتداد جغرافيا الوطن ومن هؤلاء زهدي حماد بك السلطان وسعيد آغا الدقوري والمطران قرياقس وحسين الأسعد وجميل المسلط و سعيد اسحق ومحمد عبد الكريم الطائي الذين كانوا تجسيدا للوحدة الوطنية بأبهى صورها.

وسجلت محافظة الحسكة برجالاتها صفحات ناصعة في مقارعة المستعمر الفرنسي ووقف أبناء العشائر العربية والكردية صفا واحدا وكانت أهم المواقع التي حصلت وقتها معركة بياندور التي قتل فيها القائد الفرنسي روغان ولم يعرف قاتله لكثرة المشاركين وكانت ملحمة وطنية بكل ما تعنيه الكلمة ومن رجالاتها يوسف حسو مختار بياندور وأحمد يوسف مختار السيحة والشيخ سلومي الحميد شيخ الجوالة والشيخ عبد الرزاق الطائي والشيخ عبد الرزاق الحسو شيخ الراشد.

ويقول الباحث دحام السلطان حفيد المجاهد زهدي بك السلطان لمراسل سانا: “عند دخول المستعمر الفرنسي كان المجاهد زهدي مديراً للناحية في الحسكة وموقعها كان جبل كوكب “الحالي” الواقع شرقي مدينة الحسكة ومع دخول المستعمر بدأ بالاتصال والتواصل مع القبائل العربية العكيدات والبكارة في دير الزور للعمل ضد الفرنسيين ثم انتقل بعمله إلى قرية الفدغمي الواقعة على طريق عام الحسكة دير الزور اليوم وعلى أثر قيام قبيلة العكيدات بثوراتها الشهيرة “العنابزة والبوخابور والبو عمر” في ريف دير الزور عاد إلى الحسكة من جديد.

ويضيف الباحث السلطان مع دخول الفرنسيين إلى الحسكة قاموا على الفور باعتقال زهدي بك السلطان وسيق إلى حلب ليتم الإفراج عنه بوقت لاحق وقام فورا بتشكيل كتيبة من الخيالة العرب في الحسكة مؤلفة من 65 دركياً برئاسته وكتيبة أخرى في ناحية رأس العين برئاسة سليم الشيخ ويعمل كلاهما على ضمان الأمن في الحسكة ورأس العين.

ويشير السلطان إلى أن المجاهد زهدي بك كان على رأس الحزب الذي دعى إلى تأسيسه السيد محمد نوري فتيح سرا ليكون أول تيار فكري وسياسي يدعو إلى المقاومة وطلب الحرية والاستقلال في ذلك الوقت عرف باسم “جماعة القمصان الحديدية” وهي النواة للحزب الوطني فيما بعد في الجزيرة.

وعندما انسحب المستعمر الفرنسي من منطقة الداخل السوري وسلم الحكومة العربية السلطة في البلاد أرسلت الحكومة الوطنية في طلب النقيب زهدي ليحضر إلى محافظة دير الزور وكان ذلك في العام 1943 وعند وصوله إلى هناك التقى السلطان كلا من رئيس الحكومة سعد الله الجابري ووزيرالداخلية صبري العسلي وإبراهيم حسن قصار قائد قوات الدرك العام وأوكلوا إليه تأمين محافظة الحسكة ولا سيما عندما ساءت الأحول وتمت محاصرة دار الحكومة من قبل الفرنسيين وتمكن من دحرهم والدخول إلى السرايا وإنزال العلم الفرنسي ورفع العلم السوري.

ومع دخول السلطان إلى الحسكة على رأس القوى الوطنية تم إطلاق سراح جميع المعتقلين لدى سلطات الاحتلال وأبرق للقيادة الوطنية بكل ما حصل معه ولم يتوان الجابري وأعضاء الحكومة من المجيء إلى الحسكة للاحتفال مع أهلها بجلاء الاحتلال الفرنسي عن أرض الوطن وسط مهرجان خطابي واحتفالي كبيرين فرحة بالجلاء.