الشريط الإخباري

يوم الأرض استذكار لملحمة نضالية ضد الاحتلال الإسرائيلي وممارساته

دمشق-سانا

الثلاثون من آذار عام 1976 كان يوما نضاليا خالدا في الذاكرة الفلسطينية تجلى فيه كفاح أبناء الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي ورفضهم لممارساته التعسفية وقراراته الجائرة معبرين عن تمسكهم الثابت بأرضهم وحقوقهم وهويتهم وحقهم المشروع في الدفاع عن وجودهم وانتمائهم الوطني الفلسطيني والقومي العربي رغم مؤامرة التهويد المتواصلة.

“يوم الأرض” الاسم الذي أطلق على ذلك اليوم تعود أحداثه إلى ما شهدته الأراضي الفلسطينية المحتلة من هبة شعبية واخر آذار عام 1976 بعد أن أعلن الإضراب الشامل في مختلف المدن والقرى الفلسطينية ردا على قرار سلطات الاحتلال مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية ذات الملكية الخاصة تحت غطاء مخطط تهويدي أطلق عليه اسم “مشروع تطوير الجليل” التي صادرت بموجبه سلطات الاحتلال 21 ألف دونم من أراضي قرى عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وطرعان وغيرها في منطقة الجليل في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 .

أثارت مخططات العدو موجة من المظاهرات العارمة في الثلاثين من آذار عام 1976 شملت مختلف القرى والمدن الفلسطينية والتي واجهتها قوات الاحتلال بالقمع والرصاص الحي ما أدى إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين وجرح واعتقال مئات آخرين من الشبان والرجال.

يأتي يوم الأرض هذا العام على وقع تداعيات القرار المشؤوم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي في كانون الأول الماضي منتهكا كل الأعراف والقوانين الدولية وهو ما أدى إلى ردود فعل دولية مستنكرة ومظاهرات في مختلف أنحاء العالم شجبا لهذا القرار يضاف إلى ذلك قراره أيضا بتخفيض مخصصات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” إلى جانب الأحاديث عما يسمى “صفقة القرن” وما تتضمنه من تصفية للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني في العودة والتحرر والاستقلال.

الذاكرة الفلسطينية حافلة بسجل كيان الاحتلال الإسرائيلي الأسود لجهة الاعتداءات والمجازر الوحشية التي قام بها الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين منذ إنشائه قبل 70 عاما والتي يستحيل على الذاكرة الفلسطينية أو العربية نسيانها أو تجاهلها بدءا من مجازر دير ياسين والقدس وحيفا وقبية وحتى مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف وقانا ومخيم جنين وصولا إلى الانتهاكات اليومية ضد المقدسات والأماكن الدينية في القدس وخاصة المسجد الأقصى الذي يتعرض يوميا للاقتحامات الاستفزازية المستمرة من قبل المستوطنين والحاخامات المتطرفين وجنود وشرطة الاحتلال.‏

اليوم وبعد 42 عاما على أحداث يوم الأرض لا يزال الفلسطينيون يحيون هذه الذكرى انطلاقا من رمزيتها التي تكمن في أن الأرض شكلت على الدوام محور الصراع الوجودي حيث تظل تلك الذكرى حافزا لاستمرار النضال الفلسطيني بكل أشكاله رغم مواصلة كيان الاحتلال سياساته العنصرية والتعسفية والاجرامية بحق الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم في ظل تآمر أمريكي وغربي وصمت دولي فاضح.

 

انظر ايضاً

في يوم الأرض.. الفلسطينيون يواصلون تمسكهم بأرضهم وحقوقهم ومقاومة الاحتلال

القدس المحتلة-سانا شكل الثلاثون من آذار عام 1976 حدثا تاريخيا مهما وملمحا نضاليا مضيئا في …