دمشق-سانا
بعد سنين عجاف خطوات قليلة تفصل الغوطة الشرقية عن اعلانها خالية من الارهاب الذي رزح سكانها المدنيون تحت نيره بين احتجاز قسري تارة واتخاذهم دروعا بشرية تارة اخرى واستغلال اعلامي دنيء من قبل مشغلي التنظيمات الارهابية تارة ثالثة.
ميدان الغوطة تنفس النصر فحرستا بالأمس غادرها الارهاب الى غير رجعة وقبلها سقبا وحمورية وجسرين وغيرها والعشرات من بلدات ومزارع الغوطة التي أعاد إليها الجيش العربي السوري الامن والاستقرار بعد تطهيرها من ارهاب عاث فيها دمارا وتقتيلا وتطاير شرره الى الاحياء السكنية في دمشق عبر آلاف قذائف الغدر التي ادت لاستشهاد المئات من المدنيين الأبرياء .
دائرة الانتصار تتوسع وعمق الغوطة بات خاليا من الإرهاب فبعد حرستا بالأمس تنتظر بلدات عربين وزملكا وجوبر وغيرها التطهر من الارهاب أيضا اذ انه من المتوقع خلال الأيام القادمة إخراج مئات الإرهابيين منها بعد رضوخهم الذي جاء نتيجة الانتصارات الكبيرة والمتسارعة للجيش العربي السوري في عملياته العسكرية الواسعة والتي بدأها منتصف الشهر الماضي .
وفي الوقت الذي ترمي عين الجيش على الإرهاب فإن العين الأخرى تنظر الى حال المدنيين في الغوطة حيث يواصل تأمين خروج المدنيين فيها والذين بلغوا حتى اليوم أكثر من مئة الف عبر المعابر التي انشأتها الدولة السورية مع بداية المعركة حفاظا على حياتهم ولسان حال الخارجين من غياهب الارهاب يقول: “خرجنا من تحت نار الارهاب الذي اكتوينا به الى حضن الوطن الذي يتسع للجميع بأمن وسلام”.
إعلان النصر في الغوطة الشرقية أصبح محسوما وهو يتوج انتصارات الجيش بدعم من الحلفاء في حلب وريفها والبادية ودير الزور وحماة وريف إدلب وغيرها ولعل نصر الغوطة المرتقب والذي هلت بشائره سيقضي على ما تبقى من أحلام أمريكا والغرب وكيان العدو الصهيوني وأتباعهم من مشيخات الخليج والنظام التركي في إسقاط الدولة السورية المقاومة.
وفي المقلب الآخر يترقب رعاة الإرهاب مسار تقدم الجيش العربي السوري في الغوطة خطوة بخطوة فمسبحة الانتصارات والتسويات كرت ما زاد من إرباكهم فرهانهم على معارك استنزاف طويلة سقط بينما ضجت حوامل اعلامهم الإرهابية استنفارا ضد سورية تباكيا على المدنيين فيها ليتبين مع فتح الدولة السورية للممرات الامنة في اكثر من خط نار أن مسيرات شعبية ينظمها أبناء الغوطة تطالب بدخول الجيش العربي السوري والقضاء على الارهابيين الذين اتخذوهم دروعا بشرية على مدى سنوات عدة .
المدنيون الخارجون من براثن الإرهاب في الغوطة عروا رعاة الارهاب الذين تاجروا بمعاناتهم بهدف التضييق على الدولة السورية ليفضحوا وعلى الملأ ماذا فعل الإرهابيون بهم على مر السنين في الغوطة بأوامر من مشغليهم من قتل وتجويع واعتقال وتهديد بينما أكدت شهاداتهم الحية أمام الإعلام انهم كانوا رهن الاعتقال والاحتجاز القسري من قبل الارهابيين وداعميهم وانهم سوريون وطنيون لا يقبلون المساومة على الوطن وأمنه.
أديب رضوان