دمشق -سانا
تحول حفل توقيع رواية الأديب موسى العلي “حي الشير” الذي استضافه المركز الثقافي العربي في أبو رمانة مساء اليوم إلى ندوة نقدية حول مضمون وشخصيات هذه الرواية ومسيرة العلي الأدبية.
واستهل الشاعر أمير سماوي الحفل بكلمة بين فيها أن العلي دخل مجال كتابة الرواية بعد أن تجاوز الستين عاما لكنه قدم أدبا حقيقيا نتج عنه أربع روايات متنوعة السرد والبناء حيث تقوم روايته “الانتزاع” على شخصية واحدة في حين ابتكر عشرات الشخصيات في “أرض السهل” ليعمد في روايته الأخيرة “حي الشير” التي كتبها وهو في الـ 85 من العمر إلى تركيز وتكثيف شديدين للمكان معطيا لكل جزئية منه بعدها الدرامي والتاريخي.
واستعرضت الباحثة ألوان عبد الهادي في مداخلتها فصول الرواية الثلاثين مبينة أنها عمل أدبي مركب ومعقد بزمانه ومكانه وتجاوز شخوصه لأسس الرواية التقليدية احتل فيها المكان وهو حي الشير أحد أحياء مدينة حماة الثقل المكاني والزماني كرمز للإنسان السوري ونضاله ضد الاحتلال العثماني والفرنسي والصهيوني حتى هبوب رياح ما سمي بـ “الربيع العربي”.
ورأت عبد الهادي أن الرواية تنتمي للأدب الواقعي مع غنى في الرموز ورصد للمنعكسات الحياتية والاقتصادية لأبناء هذا الحي وتصوير دقيق للعاطفة من خلال قصص حب كما تحتل معاناة الفلاحين من الاقطاعيين جزءا مهما منها.
بدوره قال الناقد أحمد هلال أن “موسى العلي روائي عارف بحدود الفن الروائي وبانفتاحه على الممكنات ومنذ روايته الأولى التي صدرت سنة 2000 حتى حي الشير هناك تصور روائي أكثر انفتاحا على الماضي والحاضر والمستقبل”.
وأضاف هلال “حي الشير رواية شائقة وشائكة ومرهقة للقارئ في تكثيفها مع ما تحمله من تشابك في الأماكن والزمان والحيثيات والأسماء ضمن صيرورة فعل روائي أراه يتوسل مقولا روائيا مختلفا ويحاول أن يؤسس لثقافة التنوير من خلال إدخال شخصيات من بيئات ومكونات سورية مختلفة” مشيرا إلى أن الرواية تفتقد للأسس التي يضج بها العمل الروائي الحديث ولكن لغتها تقوم بعمل الناقل للأفكار دون إقحام وتعتمد المقاومة كحامل رئيسي لأحداث الرواية.
وعرض الروائي العلي على الحضور أسلوبه في الكتابة فهو يعيش حالاتها بكل تفاصيلها حتى يستطيع تقمصها وتخيل الواقع الذي تتحدث عنه مؤكدا أنه سيظل كاتبا ملتزما بقضايا الأمة العربية التي لا بد لها من الوحدة.
يشار إلى أنه صدر لموسى العلي عدد من الكتب منها في الرواية “أرض السهل” و”عشق الشرق” وفي التوثيق “ألوان من الذاكرة ورجال للتاريخ”.