ريف دمشق-سانا
واصل أهالي بلدات الغوطة الشرقية فرارهم من مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية باتجاه نقاط انتشار الجيش العربي السوري والممرات الآمنة التي تم افتتاحها في أكثر من مكان على أطراف الغوطة مخلفين وراءهم سنوات طويلة قضوها تحت نار الإرهاب التكفيري الذي نال منهم الكثير نفسيا وجسديا وأنهكهم ماديا ومعنويا معبئين بقصص رغم قساوتها إلا أنها تبشر بأمل متجدد بالمستقبل ورغبة في بناء الحياة من جديد.
عند ممر حمورية ومن على بعد عشرات الأمتار تلوح ملامح عشرات المدنيين الناجين من براثن الإرهابيين ومن خلفهم سنوات طويلة من الإرهاب وجحيمه ومن فوقهم تعبر شظايا ذلك الإرهاب يسبقها أزيز الرصاص في محاولة بائسة لقتل لهفتهم إلى الانعتاق من العبودية والفرار من أرصفة الموت إلى رياض الحياة.. يستظلون بزنود رجال الجيش العربي السوري الذين مهدوا لهم طريق النجاة والفوز بالحياة.
دقائق قليلة يتجاوز عدد العابرين المئات وأكثر.. يتجمع هؤلاء فرادى وجماعات.. عائلات فازت بتجميع أفرادها تتلقفها زنود سمر من الجيش العربي السوري وعناصر الشرطة لتنقلها إلى بر الأمان في منطقة حوش نصري حيث بدأت بتقديم التسهيلات اللازمة لهم تمهيدا لنقلهم بشكل آمن إلى مراكز الإقامة المؤقتة المجهزة بكل المستلزمات الأساسية لاستعادة حياتهم الطبيعية بعيدا عن الترهيب الذي مورس عليهم منذ سنوات من قبل تنظيمات امتهنت الإرهاب والتنكيل والتكفير.
في مركز التجمع المؤقت في حوش نصري طغى مشهد التقاء عائلة ناجية من نير الإرهاب التكفيري في الغوطة بابنها المقاتل في الجيش العربي السوري بعد غياب أكثر من 7 سنوات على كل المشاهد.. سنوات طويلة مرت على العائلة كوابيس طويلة ومتجددة مع كل غياب شمس بينما أمضاها ذاك المقاتل قابضا على الزناد متمسكا بأمل اللقاء بعائلته واستعادتها إلى الحياة.
قصص وحكايا كثيرة يرويها الناجون من الإرهاب الذي كان مستشريا في الغوطة مؤكدين أنهم يشعرون الآن بحريتهم الحقيقية والأمان الذى افتقدوه بسبب سطوة الإرهاب والخوف الذي فرضته التنظيمات الإرهابية عليهم لسنوات حيث كانت تحتجزهم دروعا بشرية وتسطو على ممتلكاتهم وجميع مقومات حياتهم داعين من تبقى من الأهالي الذين لا يزالون رهائن ومختطفين لدى الإرهابيين إلى استكمال انتفاضتهم في وجه ذاك الإرهاب المقيت والمغادرة فورا باتجاه نقاط الجيش حيث الأمن والأمان.