الشريط الإخباري

يوسف الشيباني يثبت.. الإعاقة طريقة تفكير لا أكثر

السويداء-سانا

“طالما عقلي يعمل فأنا بخير” عبارة يرددها يوسف الشيباني من قرية سليم بالسويداء ويطبقها فعليا لمواجهة ظروف حياته متحديا شلله النصفي الذي أصابه قبل 27 عاما جراء حادث سير ليشكل نموذجا للتحدي يثبت أن الإعاقة تكون في طريقة التفكير وليست بالإصابة الجسدية.

الشيباني البالغ من العمر 55 عاما يعمل منذ سبع سنوات على (فان) صغير لنقل الركاب ضمن قريتي سليم وعتيل ومنهما إلى مدينة السويداء وكان زاول عدة مهن بعد إصابته منها إصلاح الدراجات الهوائية.

صعوبة قيادة (فان) نقل الركاب وما تتطلبه قياسا بحال الشيباني الذي لا يستطيع ثني ركبتيه دفعته للاستغناء عن استخدام الرجلين أثناء القيادة عبر تحويل “دواسات البنزين والمكابح والدبرياج” إلى الاستخدام اليدوي مستفيدا من خبرته ببعض المسائل الميكانيكية كما يوضح.

أبو ليث كما يناديه أصدقاؤه يملك عزيمة وإرادة لا تلين ويقول “على الإنسان عدم اليأس والسعي لتحقيق طموحاته دون التأثر بأي إعاقة جسدية طالما أنه قادر على التفكير والعمل” داعيا إلى إيلاء ذوي الإعاقة المزيد من الدعم والاهتمام.

العديد من أطفال الروضات والعاملين ينتظرون الشيباني لنقلهم يوميا إلى أعمالهم وسط حالة من الارتياح والثقة بمقدرته التي يزيدها قوة حبه للعمل في سبيل تأمين لقمة العيش لأسرته التي تضم ثلاث بنات بالمرحلة الجامعية وطفلا في مرحلة التعليم الأساسي.

أطفال روضة المحبة في قرية عتيل يجدون عمهم يوسف حاضرا لنقلهم إلى منازلهم مع تعامل لطيف هذا ما ذكرته مديرة الروضة نهلة جعفر موضحة أنه جرى التعاقد معه منذ بداية العام الدراسي وهو يقود سيارته بشكل جيد وبكل هدوء رغم كل ظروفه ما شكل ارتياحا لدى الأهالي.

كلام المديرة يؤكده أحد سكان قرية سليم المربي ناصر النجار الذي يصف يوسف الشيباني “بالإنسان المكافح” الذي يعمل طوال النهار ولديه التزام بالمواعيد لإيصال الطلاب والموظفين في سبيل تأمين مصدر دخل لأسرته دون الحاجة لاستدرار عطف أحد لمساعدته خلافا للكثير من الأصحاء الذين لا يعملون ويشكلون عبئا على مجتمعهم .

رئيس فرع الجمعية السورية للمعوقين جسديا بالسويداء نزار شجاع يشير إلى أنه تعرف إلى الشيباني مصادفة ذات مرة فضمه بعد ذلك إلى أسرة الجمعية التي تفتخر به كونه نموذجا للإنسان المعطاء ومثالا يحتذى بالنسبة لغيره ممن أقعدتهم ظروفهم عن العمل وتنطبق عليه مقولة “أمام الإرادة لا شيء مستحيل”.

عمر الطويل