معرض المهن التراثية..مشغولات يدوية تدل على الأصالة

اللاذقية-سانا

اهتم معرض المهن التراثية والتقليدية الذي أقيم ضمن فعاليات مهرجان الغار السياحي واستمر أسبوعاً في رحاب المتحف الوطني في اللاذقية مؤخراً بتكثيف الإضاءة على الحرف والمهن اليدوية والصناعات المحلية المرتبطة بتاريخ اللاذقية والساحل بشكل عام فأتت أقسامه متنوعة وشاملة قدر الإمكان كما لاقت المعروضات استحسان الجمهور بمختلف فئاته.2

وتحدث الدكتور وائل منصور مدير سياحة اللاذقية لنشرة سانا سياحة ومجتمع عن توجه وزارة السياحة للتركيز على الحرف التراثية والمهن اليدوية التي تعطي كل محافظة نكهتها المميزة فالساحل السوري معروف بتنوعه وغناه طبيعياً وبيئياً وتاريخياً ما انعكس إيجاباً على تراثه الشعبي لافتاً إلى أن المعارض والأسواق فرصة حقيقية للترويج الصحيح لهذه المنتجات وتعريف الجمهور بها وربط الأجيال مع بعضها البعض .

وأشار منصور إلى أن اختيار المتحف الوطني لاستضافة المعرض أعطى الحدث رونقاً وروحاً متميزة كما أنها مناسبة لتوجيه رسالة صمود من الشعب السوري المصمم على متابعة حياته رغم كل الظروف مؤكداً أن اسم الغار الذي حمله المهرجان دليل على تفاؤل الشعب السوري بالنصر القريب جداً وعودتهم لحياتهم الطبيعية بسواعد وبطولات جيشنا العربي السوري.4

وأخذت الجمعيات الأهلية دورها في إنجاح السوق بحضورها الكثيف الذي أضاف لمسة فريدة مستمدة من المعروضات التي غلب عليها الطابع اليدوي واعتبرت مي أوسطة نائب رئيسة جمعية رعاية الطفولة أن وجود أعضاء ومتطوعي الجمعية في السوق فرصة للترويج لمهاراتهم اليدوية التي تجسدت من خلال المعروضات المتنوعة ما بين المشغولات والإكسسوارات وشك الخرز والتطريز والتحف إضافة إلى ركن متخصص بالمؤونة المنزلية المصنوعة يدوياً من دبس الرمان والخرنوب والغار الطبيعي وعصائر مركزة والخل بأنواعه حيث تجاوز عدد القطع المعروضة ضمن جناح الجمعية الألف قطعة استغرق تحضيرها وقتاً لا بأس به كما تم طرح قطع مبتكرة من المشغولات نظراً لأن الأعمال اليدوية تحتمل التجديد والابتكار بشكل دائم.3

أما ندى أديب عضو جمعية رعاية الطفولة فاعتمدت على عرض مجموعة من الإكسسوارات المطعمة يدوياً بالأحجار الملونة في محاولة منها لإرضاء جميع الأذواق ولاسيما الشبابية التي يتوجه قسم كبير منهم نحو اقتناء كل ما له علاقة بالرموز الوطنية ولاسيما العلم السوري الذي جسدته على عدد كبير من القطع مشيرة إلى أنها تعتمد الألوان الحارة والمشرقة لتجهيز المشغولات التي صممت عدداً كبيراً منها خصيصاً للسوق الحالي .7

بدورها أوضحت سميحة عجيل رئيسة جمعية كبارنا أن الجمعية تحاول التواجد بشكل دائم في معظم المناسبات والاحتفاليات السياحية والتراثية بكادرها التنظيمي والتطوعي لتقديم منتوجات يدوية وجاهزة تتوجه بشكل عام للسيدة وأسرتها بالإضافة إلى المأكولات المصنعة يدوياً من خيرات الأرض وترى أن هذه المعارض فرصة لتوفير مورد مادي يساعد الجمعية في إنجاز مهامها الإنسانية والخيرية كما أن اختيار المتحف الوطني كمكان للعرض كان موفقاً جداً نظراً لوقوعه وسط المدينة بالإضافة لقيمته الكبيرة كمكان أثري عتيق.5

وكان لافتاً حضور عدد كبير من الحرفيين الذين تمت دعوتهم بالتنسيق ما بين اتحاد الحرفيين ومديرية السياحة كما يقول أسامة صيداوي أحد أقدم حرفيي صناعة المشغولات الصدفية في المحافظة ويضيف: “تعتبر المشغولات الصدفية من القطع الأكثر رواجاً بين السياح المحليين والأجانب ولا يوجد في المحافظة سوى اثنين ممن يتقنون إنجازها بحرفية عالية ونعتمد على المواد الأولية المحلية الصنع لإنجازها فالصدف يحتاج موجاً عالياً لجمعه ويبقى مفضلاً لنا رغم وجود الصدف الصيني في الأسواق” مؤكداً أن حركة البيع لم تتوقف إطلاقاً نظراً لجمالية القطع المقدمة من صناديق وعلب إضافة إلى أسعارها المناسب للجميع.6

أما أحمد ساعي المتخصص بصناعة السفن التقليدية فأشار إلى ضرورة وجود سوق متخصص بالمهن اليدوية في مكان معين مفتوح للزائرين طيلة العام ما يساعد الحرفي بتصريف منتجاته دون انتظار مواسم معينة للعرض.

ويضيف: “أنحدر من عائلة عتيقة بصناعة السفن الصغيرة التي تنجز يدوياً بتفاصيل تدل على البيئة البحرية ولم يخف وهج هذه الصناعة رغم قلة محترفيها كما أنها لا تتعلق بموسم معين للطلب لأن رواجها مستمر طيلة فترة العام طالما هناك محبون للتراث البحري بكل تفاصيله ورموزه”.8

أما نائلة محمود فقد أتت من دير ماما خصيصاً لعرض مشغولاتها المعتمدة على الحرير الطبيعي أمام الجمهور فيما تم تخصيص ركن لعرض صور فوتوغرافية أنجزها مصور مجموعة درب المهندس سامر حمادة الذي عرض لقطات فوتوغرافية تجسد أهم مواقع الجذب السياحي والمنشآت السياحية في اللاذقية ريفاً ومدينة إضافة إلى الأضرار التي خلفتها المجموعات الإرهابية المسلحة في بعض هذه المواقع.9

أما المعرض الثاني فخصص للرسوم المنجزة من قبل المناشط الطليعية الأولى والثانية بمدينة اللاذقية وجبلة والحفة حيث لفتت عفاف خيربك رئيسة مكتب المسرح والفنون في فرع طلائع البعث في اللاذقية إلى أن عناوين اللوحات ركزت على التراث الساحلي في اللاذقية كتجسيد طرق طحن البرغل وحصاد القمح وصناعة
خبز التنور والأزياء الشعبية إضافة لوجود مجسمات لها دلالات وطنية تعبر عن ثقة الأطفال بجيشهم لدحر الإرهاب والانتصار عليه ووجود ركن توعية للبيئة وعملية التدوير وأسسها.10
من جهته قال محمد سرحيل ممثل شركة مانوليا: “إن الأعمال الفنية التي تقدمها الشركة مصنعة محلياً بأيدي وسواعد سورية وتعتمد في إنجاز منتجاتها على تقنية الليزر لتقديم قطع يغلب عليها الطابع الشرقي المصنع بحرفية عالية وتلقى رواجاً كبيراً في السوق المحلية والعالمية نظراً لاستعمالاتها المتعددة ومراعاة الذوق العام في التصميم وتنفيذ المنتجات “.

وكان للجمهور رأي إيجابي جداً في معروضات السوق حيث شدد العديد منهم على ضرورة تكرار مثل هذه المناسبات وقال طالب صارم أنه أتى خصيصاً للبحث عن المشغولات الحريرية التي يوصيه عدد كبير من أقربائه خارج سورية على قطع معينة منها لافتاً إلى أن كثرة المعروضات تغني الحدث كما أن وجود ركن متخصص بالمأكولات المحلية لفت انتباهه وحاز على إعجابه بشكل كبير.

أما الهام ساعي فأشارت إلى أن السوق متنوع وغني وشامل ويرضي جميع الأذواق ويعكس الصورة الحقيقية لتراث الساحل الأصيل كما أن هناك خبرات محلية حرفية حاول السوق التركيز عليها بشكل كبير وأظهرها بشفافية عالية أوضح أن سكان اللاذقية حرفيون ماهرون منذ قديم الزمان .

ياسمين كروم

انظر ايضاً

استذكار مشاهد من كنف القرية التراثية ضمن معرضي توثيق في وادي النضارة بحمص

حمص-سانا على الرغم من تسارع وتيرة الحياة العصرية وصخبها وجد الزائرون لمعرضي التراث الشعبي اللذين …