الشريط الإخباري

سوريات جديرات بالحياة..معرض للمنتجات اليدوية

اللاذقية-سانا

مجموعة من السيدات السوريات المفعمات بالأمل من دير الزور والرقة وحلب وريف اللاذقية الشمالي وعدد كبير من المناطق السورية استطعن بتصميم وعزيمة إنجاز عدد كبير من الأشغال اليدوية وعرضها على الجمهور بقصد البيع لتوفير مورد رزق يساعدهن على تلبية متطلبات الحياة اليومية فكان معرض “سوريات جديرات بالحياة” أول خطوة عملية لهن لتحقيق نوع من الاستقلال المادي الذي يؤمن لهن الحياة الكريمة .2

وبدأ المشروع بفكرة صغيرة أطلقتها السيدة ازدهار درويش التي أقامت ضمن مشغلها الخاص مجموعة من الدورات المتخصصة بتعليم النساء المهجرات عدداً من الحرف والصناعات اليدوية استمرت لمدة ثلاثة أشهر كان ثمرتها المنتجات التي عرضت في المعرض الذي يقام برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية ممثلة بمديرة الشؤون الاجتماعية في المحافظة بالتعاون مع جمعية البستان الخيرية وتنظيم فريق شباب اللاذقية التطوعي.3

وتقول درويش إنها منذ بداية الأزمة في سورية أرادت أن تأخذ دورها كمواطنة سورية تريد أن تترك بصمتها في تخفيف الآثار السلبية الواقعة على المجتمع عن طريق تعليم أصول الحرف التي تتقنها لغيرها من السيدات لينطلقن بدورهن للإنتاج وكسب الرزق لافتة إلى أنها أطلقت عدداً كبيراً من الدورات المتخصصة بتعليم الحرف لزوجات الشهداء وبناتهن والنساء المهجرات من المحافظات الأخرى واعتمدت على وسائل التواصل الاجتماعي لترويج الفكرة التي لاقت قبولاً وحضوراً قوياً بين النساء والفتيات اللواتي خضعن لدورات مجانية مكثفة استطعن خلالها إنتاج أكثر من 500 قطعة تتنوع ما بين السجاد اليدوي وألبسة الأطفال والأشغال الصوفية وأغطية السفرة إضافة إلى الشالات والملابس المنوعة.4

وأكدت أن المعرض سيكون نواة لتأسيس مدرسة أو معهد تعرض منتوجات السيدات المنتسبات إليه ضمن سوق خيري على مدار العام.

ولفتت درويش إلى أن المشاركات في المعرض تجاوز عددهن 26 سيدة من أصل 30 سيدة استفدن من الدورات وبدؤوا بالعمل لحسابهن الخاص لتلبية حاجات السوق وأكدت على ضرورة نشر فكرة الدورات بين أكبر عدد ممكن من ذوي الشهداء لتعميم الفائدة قدر الإمكان ودعم الجهات المعنية لهذه الشرائح التي تحتاج كل رعاية واهتمام مشيرة إلى أن الدورات القادمة ستتجه إلى مجالات أخرى بالإضافة للأشغال اليدوية كحرق الخشب وصناعة الخيزران والورود الاصطناعية .5

بدورها قالت دينا شباط مديرة الشؤون الاجتماعية في اللاذقية: “إن النساء المشاركات في المعرض أردن أن يثبتن وجودهن كسيدات سوريات قادرات على الإنتاج وإن الفكرة الأهم لإقامة المعرض هي التسويق لتلك المنتجات التي تقدم عينات بسيطة منها في المعرض لتكون السيدات مستعدات بعدها لتأمين عدد غير محدود من الطلبيات التي تنال إعجاب الزائرين ولاسيما أنهن اعتمدن على ترويج فكرة تدوير المنتجات في إنجاز عدد كبير من المشغولات ما يعطي المعرض ميزة إضافية.”6

وتابعت : “تم التنسيق مع مديرية الشؤون كجهة راعية لتلك الفئات المتضررة وقمنا بدورنا بتأمين كل ما يلزم لإنجاز المعرض كتجهيز المكان والأمور التنظيمية الأخرى فالأهم بالنسبة لنا كمديرية هو الاستمرارية وعدم اقتصار النشاط على المعرض وحسب بحيث تستمر السيدات بالإنتاج والعمل وهن في أماكن سكنهن دون تحمل مشقة المواصلات وتأمين مقر للعمل”.

أما محار عبود المسؤولة الإعلامية في فريق شباب اللاذقية التطوعي فأوضحت أن الفريق شارك في إنجاز المهام التنظيمية الخاصة بالمعرض كالمساعدة في نقل المشغولات وترتيب المعروضات واستقبال الزائرين ونشر فكرة المعرض بين الناس والترويج لها بشكل جيد ولاسيما أن ريع المعرض بأكمله سيذهب للسيدات
المشاركات به ما يتيح الفرصة لتحقيق نوع من التعاضد الاجتماعي عن طريق شراء منتجاتهن كما أن اختيار مكان العرض ضمن مطعم “الجغنون” على الكورنيش الجنوبي الذي يشهد إقبالاً كبيراً خلال فترة العيد سيتيح المجال لحركة أوسع في البيع وتصريف المنتجات.7

من جهتها تحدثت سحر حلبي إحدى المشاركات في المعرض عن النقلة الكبيرة التي حققتها في حياتها بعد أن تعلمت عدداً من الحرف اليدوية التي جسدتها من خلال القطع التي شاركت بها في المعرض ولاسيما أن المواد الأولية تم تقديمها من الجهات الراعية ولم يطلب منها سوى التعلم والإنجاز ما شكل حافزاً قوياً لها ترجمته بقطع يدوية متميزة الأمر الذي أكدت عليه حوراء سلامة 16 عاماً التي أشارت إلى أنها رغم صغر سنها أرادت أن تتعلم حرفة تساعدها في إعالة أسرتها وتعليمهم مما تلقته من معلومات في هذا المجال ولاسيما أن الأسعار كانت ملائمة للجهد المبذول من قبل السيدات والوقت الذي استهلكته كل قطعة .

وتقول سمر حلاوة إحدى المتضررات من إرهاب المجموعات المسلحة في حلب: “شاركت بعشر قطع تنوعت ما بين ملابس الأطفال والحقائب وعدد من القطع المعاد تصنيعها بهدف التنويع قدر الإمكان في المشغولات” ونوهت بالحضور الكبير من قبل الزائرين منذ اليوم الأول لانطلاق المعرض.8

كما عبرت بعض الزائرات عن تقديرهن الكبير لإصرار تلك السيدات السوريات على متابعة حياتهن وأن مساندتهن من خلال شراء ما يقدمونه يعتبر واجباً وطنياً وإنسانياً حيث تؤكد ريم عاقل أنها أعجبت بشكل كبير بجميع أقسام المعرض الذي يشجع الناس على تذوق العمل اليدوي وتعرفهم قيمته بشكل كبير فالقطع تظهر حرفية عالية وفيها جانب إبداعي ملموس بينما اعتبرت كندة اسماعيل أن تناول فكرة تدوير بقايا المنتجات الصناعية والاستفادة منها من جديد يعد ثقافة بحد ذاتها ومن الجيد الترويج لها في أوساطنا الاجتماعية.

يذكر أن معرض سوريات جديرات بالحياة مستمر لغاية يوم الثلاثاء المقبل.

ياسمين كروم

انظر ايضاً

معرض منتجات المرأة الريفية في منطقة محردة فرصة مهمة لدعمها وتسويقها

حماة-سانا سلط معرض منتجات المرأة الريفية الذي أقامته الفعاليات الأهلية في ثانوية الصفصافية في محردة …