الحسكة-سانا
صناعة اللباس التقليدي في محافظة الحسكة علامة فارقة في زي مواطنيها وتراثهم المادي الذي يحافظ على رونقه وجماله رغم منافسة ومزاحمة الألبسة الحديثة له وربما تكون صناعة الفروة من ابرز الصناعات التقليدية التي تلقى رواجا كبيرا في الاسواق ويعمل بها حرفيون متخصصون لا ينافسهم أحد في هذه المهنة.
والفروة لباس يشتق اسمه من المادة الأساسية لصناعته وهي مادة الفرو والصوف الطبيعي أو الصناعي وتتألف من قطعة واحدة تتضمن القماش الخارجي السميك المطرز بأشكال هندسية ويختلف نوعه بحسب رغبة المشتري والبطانة الداخلية التي تصنع من مادة صوف الخراف أو مادة الصوف الصناعي وتغطي جسد الرجل من العنق حتى القدم لتقيه برودة الشتاء القارس وفي الوقت ذاته تعد نوعا من الوجاهة التي تضفي على من يرتديها جمالا وهيبة.
وحول صناعة الفروة وأنواعها واستخداماتها وأسعارها كانت لنا جولة في سوق الخياطين بمدينة الحسكة حيث أخبرنا الخياط داني إدريس الذي يعمل في هذه المهنة منذ سبع عشرة عاما.. ان الفروة لباس شتوي منتشر بكثرة بين اهالي ريف الحسكة وله موسم للصناعة يبدا بداية شهر آب وحتى دخول فصل الخريف حيث يبدأ أهالي الريف بشرائه وله نوعان أساسيان يحددهما نوع القماش الخارجي والبطانة الداخلية (فرو وصوف الخراف أو الصوف الصناعي) الذي انتشر بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة نظرا لرخص سعره مقارنة مع أسعار الفروة التي تصنع من الفرو والصوف الطبيعي.
وأشار إدريس إلى أنه يستخدم في صناعة اللباس الخارجي للفروة أنواعا محددة من الأقمشة منها الجوخ الهندي و الهربد ويعد الجوخ الانكليزي الأفضل في هذا المجال وأفضل أنواع الفروة هي التي يطلق عليها اسم فروة الطفيلية وهي التي يستخدم فيها قماش الجوخ الإنكليزي والبطانة الداخلية من صوف الخراف حديثة الولادة وإلى عمر العام كون صوفها يكون خفيفا وشديد النعومة.
وحول أسعار الفروة يبين الخياط ادريس أن سعر الفروة التي يدخل في صناعتها مواد القماش والفرو الصناعي يتراوح بين 7 آلاف ليرة و 25 ألف ليرة والفروة ذات قماش الجوخ الانكليزي وبطانة الفرو والصوف الطبيعي يصل سعرها إلى 300 ألف ليرة سورية لافتا الى أنه يرافق صناعة الفروة صناعة لباس الأبطية وهي قطعة قماش تغطي الصدر مصنوعة من الصوف تلبس تحت الفروة في الأيام شديدة البرودة.
الخياط يونان قوج يعمل في صناعة الفروة منذ أربعين عاما يبين انها كانت قديما تصنع حصرا من مادة فرو وصوف الخروف أما هذه الأيام فقد انتشرت بكثرة بدخول الصوف الصناعي نظرا لسعره المنخفض كما كان لون الفروة قديما محصورا باللون الأسود أما حديثا فقد دخلت ألوان إضافية كاللون البني وتدرجاته والفضي والذهبي وغيرها موضحا أن حركة البيع جيدة خلال فصلي الخريف والشتاء وتقل خلال فصلي الربيع والصيف.
ويبين الخياط سليمان الأسود أن الفروة لباس أساسي لأهل الريف خاصة ويستخدمه البدو ورعاة الغنم ممن يضطرون للنوم في العراء لحراسة أغنامهم لكي تؤءمن لهم الدفء مشيرا إلى أن للفروة أنواعا وأسعارا تلائم رغبة المشتري وطريقة استخدامها سواء للتدفئة أو للوجاهة حيث يقوم البعض بشراء أنواع من الفروة ذات الجودة العالية وإهدائها لمن يحب.
ويرى المواطن فرحان العمر أن الفروة لباس تقليدي متوارث من الأجداد ولذلك بقي محافظا على مكانه في خيارات اهل المنطقة بينما يشير المواطن صالح مفلح إلى أن الفروة الطبيعية أفضل بكثير من الفروة الصناعية من جهة الوزن والتدفئة ولكن أسعار الفروة الطبيعية غالية.
تقرير نزار حسن