ملتقى المواطنةوالانتماء:التلاحم بين أبناءالوطن بوجه الإرهاب

حمص-سانا

تركزت مداخلات المشاركين في الملتقى الثاني للمواطنة والانتماء على أهمية التلاحم بين أبناء الوطن من أجل مواجهة الإرهاب والتطرف والهجمة الشرسة التي يتعرض لها أبناء المنطقة من قبل القوى التكفيرية ومموليها إضافة إلى ضرورة التعريف بمفهوم المواطنة والوطن والانتماء ووحدة النسيج الوطني في سورية.

ويتناول الملتقى الذي انطلق في جامعة الحواش الخاصة بمنطقة وادي النضارة بريف حمص اليوم بحضور رسمي وديني وشعبي على مدى يومين موضوعات الانتماء والمواطنة وآليات مواجهة الإرهاب والتطرف والوجود المسيحي في الشرق وآليات تثبيت المسيحيين فيه إضافة لعدد من جلسات الحوار.

ووجه البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس خلال انطلاق فعاليات الملتقى معايدة لكل أبناء سورية بمناسبة عيد الأضحى المبارك مبيناً أن الملتقى يؤكد أن سورية معجن سلام وموقد نور ومحبة وإنها خلقت لتكون مرتعاً للعلم والنور وأن السوريين قالوا كلمتهم في وجه من يحاول أن يلصق الأفكار الغريبة بها .

وأشار إلى أن المسيحيين في هذا الوطن لم ولن يكونوا على هامش تاريخ هذا البلد وأن مجد سورية كتبه مسلموها ومسيحيوها وعسى أن يفهم الغرب أن سورية هي أرض النور لا أرض النار.

وقال يازجي: “نحن اخترنا اسم الوطن قبل كل شيء ونصلي بقلب واحد ليعود الأمان إلى كل التراب السوري الذي يوحدنا مع كل أطيافه تاريخاً وعيشاً ونضالاً من أجل قضاياه وشهادة مشتركة في سبيله” مضيفاً: “إن قوة سورية هي بتلاحم أبنائها من كل الأطياف والذي سطره صمود جيشها وقيادتها وشعبها وجهود المصالحة فيها.”

بدورها قدمت عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتورة فيروز الموسى تعريفاً لمفهومي المواطنة والانتماء حيث بينت أن المواطنة شعور قومي ووطني وتاريخي واجتماعي يأتي من الممارسة “ونحن في سورية لم نشعر يوماً من الأيام بانتقاص من مواطنتنا” أما الانتماء فهو الانتساب وعندما ينتسب الإنسان إلى شيء قوي يزيد من قوته ومنعته.”

وأكدت الموسى أن سورية أرض الجميع وعلينا تقع مسؤولية الوقوف في وجه الأعداء وأن نرسل رسالة إلى العالم بأن القرآن والصليب واحد والجندي والمعلم واحد مشددة على أهمية ترسيخ مفاهيم المواطنة والانتماء والتربية المواطنية من قبل جميع شرائح المجتمع بدءاً من البيوت إلى المدارس والجامعات.

من جهته أشار عضو القيادة القطرية لحزب البعث الدكتور مالك علي إلى أن ما أظهره الشعب السوري خلال الأزمة من تلاحم يؤكد المعنى الحقيقي للانتماء والمواطنة مبيناً “إننا نشهد الآن معركة فكر وبناء إنسان ولابد أن نكون عقلاً واحداً ويداً واحدة أمام من يحاول أن يمس بأمن سورية ويجب أن نوجه رسالة من خلال هذا الملتقى لأعداء الوطن الذين يحاولون العبث بالفسيفساء السورية بأن السوريين يقفون إلى جانب جيشهم الباسل الذي يسطر أروع البطولات”.

وبين علي أن المواطنة تتميز بحب الوطن والعمل لأجله والانتماء هو الانتساب إلى كيان والتوحد معه مشيراً إلى أن المواطنة هي البوتقة التي تنصهر بها كل الانتماءات لمصلحة الوطن.

وأكدت عضو مجلس الشعب سناء أبو زيد أن سورية ستبقى عصية على أعدائها بفضل وحدة أبنائها كما أنها كانت وستبقى نموذجاً للشراكة بين أبنائها مشيرة إلى أن الهجمة الشرسة التي تتعرض لها اليوم لن تزيدنا إلا وحدة و إصراراً على العيش المشترك داعيةً إلى ضرورة التواصل مع أبناء الوطن المهجرين والمغتربين لعودتهم إلى وطنهم الأم ووضع آليات مناسبة للحد من التهجير الذي يتعرض له أبناء سورية.

بدوره لفت عضو مجلس الشعب نورس ميرزا إلى أن العقل والإرادة السورية وصمود شعبها وبطولة جيشها وصلابة قيادتها ستنتصر على الهجمة التكفيرية التي يتعرض لها وطننا فمعركتنا اليوم هي معركة الإنسانية بكاملها مشيراً إلى أن استهداف الوجود والحضارة العريقة لسورية يمر عبر اضطهاد ومحاولة إلغاء هذا الوجود.
وبين معاون وزير التعليم العالي الدكتور بطرس ميالة أهمية انعقاد الملتقى في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها للخروج بتوصيات تعزز مساهمة المواطن في حماية الوطن وإعادة بناء الإنسان من خلال تأصيل الانتماء للوطن مؤكداً أن دور الجامعات السورية لا يتوقف عند العملية التعليمية بل يهتم بالنواحي التربوية والاجتماعية إضافة للإسهام في عملية التوعية.
بدوره أوضح ممثل التيار العربي المقاوم الشيخ عبد السلام فراشي أن كل الأفعال الإرهابية والإجرامية التي قامت بها قوى التكفير والظلام من تخريب للمقدسات وهدم لدور العبادة واغتيال لعلماء الدين لن تؤثر في تاريخ العيش المشترك لأبناء المنطقة مسلميها ومسيحييها.
وبين رئيس مجلس شركة المجلس للمؤسسات التعليمية كامل أيوب أن الملتقى جاء لتجديد الولاء للوطن الذي نعيش فيه وليؤكد أن سورية وطننا جميعاً بغض النظر عن الطائفة مشيراً إلى أن هدف الملتقى دعم صمود سورية وترسيخ مفهوم المواطنة لكل أبنائها والتمسك بأرض الوطن والوجود فيه من خلال وضع آليات عمل تنفيذية تعتمد على مقترحات المشاركين.