اللاذقية-سانا
حل مهرجان منارات المحبة الشعري بدورته 44 ضيفا على جمهور اللاذقية الثقافي ليجمع نحو 20 شاعرا وأديبا من مختلف المحافظات بدار الأسد للثقافة على مدى يومين تحت عنوان حب الوطن والتاخي بين السوريين.
حسن داؤود مؤسس ومدير مجموعة منارات أوضح في تصريح لسانا أن الملتقى انتقل من العالم الافتراضي إلى الواقع مدفوعا بحب الوطن ليكون رديفا بقوة الكلمة والأدب والشعر للجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب مؤكدا أن الملتقى ومن يضمه من أدباء وشعراء يتجاوز عددهم الألف من مختلف المدن السورية يجتمعون في كل مرة تحت سقف الوطن وبمحبته للتلاقي والتعارف ونبذ كل ما يسيء إلى وحدة سورية بالشعر والأدب.
ولم تقتصر قصائد الملتقى على حب الوطن والشهيد والأرض والجندي والعلم ليكون العشق والغزل والقصائد الوجدانية حاضرة عند أغلب الشعراء حيث اعتبر داوءود أن من لا يكتب للحب والمرأة لا يمكن أن يكتب للوطن ومن لا يعرف قلبه الحب لا يمكن أن يحب وطنه.
ومنذ نيسان 2016 حضر ملتقى منارات في 44 مركزا ثقافيا بمختلف المدن السورية لينجح في جمع أجيال متباعدة بين الشعراء ويقف على منصته شعراء لم تتجاوز أعمارهم 17 سنة واخرون في العقد السابع من عمرهم وهو بنظر داؤود يسهم في تلاقي الأفكار والخبرات ويمنع تفكك الفسيفساء السورية التي هي هدف أعدائها منذ سبع سنوات.
الشاعر علي نادر ريحا من ريف حماة الشمالي حضر بقصيدتي “غصن الزيتون الأخضر” من شعر التفعيلة و”بقية” من الشعر الموزون فكان الزيتون بشعره يدافع عن المظلوم والحق وليس وسيلة للقتل كما يفعل أعداء الشعب السوري لافتا في تصريحه لسانا إلى أن منارات التي انضم اليها في صيف العام الماضي أتاحت له فرصة التعرف والتاخي مع شعراء من مختلف المحافظات لإعلاء كلمة الشعر.
من جهتها اعتبرت الشاعرة آسيا يوسف التي ألقت قصيدة بعنوان “منارات” كهدية للملتقى أن الملتقى يحفز طاقة الشعر لدى جميع أعضائه لاستمراره في النشاطات وضمه لنخبة من الشعراء مشيرة إلى أن منارات لا يقتصر نشاطه الأدبي على الشعر فقط بل يتعداه إلى مختلف الأجناس الأدبية.
أصغر المشاركين من الشعراء رهف قاسم 17 عاما أطلت على الحضور بقصيدة “سنا الروح” التي غاصت روحها فيها بحثا عن الحب المستحيل فاعتبرت وجودها على منصة منارات بعد تعرفها على الملتقى عبر وسائل التواصل الاجتماعي خطوة مهمة لتنمية موهبتها واصفة إياها بأنها “نبع صغير في بحر الشعر الذي يضمه منارات”.
الشاعر مخلوف مخلوف من الأعضاء المؤسسين في منارات وكاتب المجموعتين القصصيتين “للحديث بقية”و”ساقي القهر” رأى أن نشاطات الملتقى تشهد حراكا ثقافيا وحضورا مهما وهذا بحد ذاته مؤشر على أن سورية لا تزال بخير باعتبار أن الثقافة هي حامل للهوية الوطنية ولا سيما في اللاذقية موطن الثقافات والأبجدية والنوطة الموسيقية الأولى بالعالم.
وينحاز مخلوف صاحب روايتي “في البال ما يحكى” و”مرايا الأحزان” نحو الحب في شعره وتجسد المرأة عنده الرمز الجمالي فيعتبر أن الحب عنوان كبير وتحته تأتي العناوين الأخرى وقال “نحن بحاجة إلى كثير من الحب ليقوم هذا الوطن من جديد” وفي هذا الإطار حضر بقصيدتين من الشعر النثري “لا الناهية” و”حجر في قاع” معتبرا أن الشعر النثري ينتمي إلى هذا الزمن ويواكب لغة الحياة.