موسكو- سانا
أعلن عدد من المغتربين السوريين في روسيا وأصدقائهم الروس عن تأسيس صندوق خيري يهدف لدعم الشعب السوري وتقديم المساعدات الإنسانية التي يحتاجها المواطنون السوريون الذين هجرتهم الحرب الكونية الإرهابية المفروضة على وطنهم.
وقال المؤسسون في حفل للتعريف بالصندوق مساء أمس في موسكو حضره عدد من أبناء الجالية السورية في العاصمة الروسية والشخصيات الرسمية والشعبية الروسية “إن الصداقة العريقة بين شعبينا معمدة بالدماء المشتركة المراقة في حرب تشرين التحريرية في العام 1973 واليوم تقف روسيا وسورية في طليعة النضال ضد الغطرسة الأمريكية والإرهاب الدولي”.
وأشاروا إلى أن مؤسسي الصندوق هم من المغتربين السوريين في روسيا وكذلك من المواطنين الروس المقتنعين بأهمية تأسيس هذا الصندوق.
من جهته نوه الدكتور رياض حداد سفير سورية في موسكو في كلمة افتتاح الحفل بمواقف روسيا قيادة وشعبا حيال سورية والعدوان الإرهابي الذي تواجهه مشيرا إلى أن البيئة الصديقة التي يعمل فيها السوريون في روسيا تسمح لهم بتأسيس مثل هذا الصندوق الخيري الذي يسهم في تخفيف الآثار الناجمة عن العقوبات التي تواجه الشعبين الصديقين.
وقال السفير حداد “إن أمريكا والغرب بعد ثلاث سنوات ونيف وبعد أن فشلت كل مخططاتهم التي كانوا يريدون تحقيقها في سورية وبعد أن أيقنوا أن كذبهم وتضليلهم لن يجدي نفعا ولن يوصل إلى النتائج المرجوة اقتنعوا أن ما يضرب سورية هو الإرهاب” مضيفا إن موسكو ودمشق وعلى مدى ثلاث سنوات تكرران أن الإرهاب يضرب سورية وتحذران من ان خطره سيصل إليهم ويقطع رؤوس مواطنيهم وسيقوم بتفجيرات داخل مدنهم إلا أنهم تظاهروا أن هذا ليس صحيحا.
وأوضح حداد أن الدول الإقليمية وخصوصا الخليجية التي تحتاج إلى ثورات هي التي توءجج القتل والذبح في سورية إلا أنهم أصروا على حماقتهم وغبائهم وقصر نظرهم وإن سورية كانت وما زالت تحارب تنظيم “داعش” و”الجبهة الإسلامية” و”جبهة النصرة” وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي مولتها وسلحتها دول طالما أشارت اليها سورية وفي مقدمتها تركيا وقطر والسعودية وفرنساوبريطانيا وغيرها.
وأشار حداد إلى أن سورية تقوم بتنسيق الجهود في مكافحة الإرهاب مع اصدقائها وأشقائها في موسكو وفي طهران وبغداد لافتا إلى تأكيد السيد الرئيس بشار الأسد من “أن سورية ماضية بمكافحة الإرهاب بكل أشكاله” مبينا أن ذلك لن ينجح إذا لم تلتزم كل الدول بالقرارات الدولية بوقف كل أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية.
وكان الدكتور حداد رحب بالضيوف في هذا الحفل ومنهم نائب وزير الخارجة الروسي ميخائيل بوغدانوف وبالاصدقاء الروس والمبادرين لانشاء الصندوق.
بدوره قال بوريس بوستوخوف نائب وزير الخارجية الروسية الأسبق الرئيس السابق لجمعية الصداقة السوفييتية السورية “إن محبتنا لسورية ولشعبها العظيم تجعلنا نقاسم هذا الشعب كل معاناته” مضيفا “بافتتاحنا هذا الصندوق نؤكد أن المواطنين الروس لن يدخروا جهدا في عمل ونشاط هذا الصندوق”.
وأشار المشاركون في الحفل إلى أن عظمة الشعوب لا تقاس بمراحل رخائها بل بقدرتها على العطاء عندما تمر بظروف قاسية واليوم تمد روسيا يد العون إلى أشقائها السوريين أبناء بلاد الشام أرض الحضارة التي انطلقت منها المسيحية إلى بلدان العالم.
وفي مقابلات لمراسل سانا في موسكو على هامش الحفل قال سيرغي أوستاشين ممثل المجلس الاقتصادي الروسي السوري المشترك “إن مهمة الصندوق تكمن بالحؤول دون فرض حصار اقتصادي على سورية وتفادي الانهيار الاقتصادي إذ ان التهديدات الخارجية كانت واضحة وجعلتنا نبحث عن قاعدة اقتصادية يمكن أن تستوعب القدرات الروسية والسورية لتزويد سورية بالمواد الضرورية وفي مقدمتها المواد الغذائية والمستحضرات الطبية دون المرور بالتعقيدات البيروقراطية”.
وأضاف أوستاشين إن موقف الرئيس فلاديمير بوتين والقيادة الروسية وكذلك الجهات الرسمية السورية كان واضحا ما سهل علينا تنفيذ مهمتنا إذ نقوم اليوم بالمشاركة مع مجلس التعاون الروسي بإعداد الوثائق الضرورية لتنفيذ قرار الرئيس بوتين الخاص بتطوير التعاون بين الدولتين والذي سينتهي العمل به قبل نهاية هذا العام ليتم فيما بعد البدء بتوريد المواد اللازمة لسورية.
وأوضح أوستاشين ان المنتجات التي يمكن التبادل بها مع سورية لا تشملها العقوبات الناتجة عن الموقف الأوروبي تجاه روسيا مؤكدا ضرورة رفع الحواجز الجمركية في التعامل مع سورية وإعداد قوائم النفقات الخاصة بالنقل والشحن وعقد الاتفاقيات مع الموانئ البحرية من قبل الطرفين لمتابعة العمل في أقرب وقت ممكن ما يسمح بتغطية جزء من النقص في كميات الفاكهة والخضراوات الناتج عن العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا.
وفي السياق ذاته اعتبر سيرغي بابورين رئيس اللجنة الروسية للتضامن مع سورية أن العام 2014 بات عاما للتجلي لأن انهيار العالم وحيد القطب بقيادة الولايات المتحدة لم يكن ليحدث دون أمر مؤلم ولكن الأمريكيين لا يرغبون بالاعتراف بأن ثمة آخرين يملكون حق اتخاذ القرار من دونهم.
وتساءل بابورين لماذا يصاب الأمريكيون بالذعر من استقلالية سورية بقرارها الوطني معربا عن أمله في أن ينضج المجتمع الدولي أكثر مما هو عليه الآن وعليه أن يفهم أن سورية هي دولة مستقلة ذات سيادة وليس موقفها برفض الاستسلام والخضوع للإملاءات الغربية نابع عن رغبة رئيس أو برلمان سورية فقط بل هو موقف الشعب السوري.