طهران-سانا
أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي أن هدف الاستكبار العالمي من إيجاد التنظيمات الإرهابية التكفيرية هو إشعال نيران الحروب الطائفية بين المسلمين وجر مقاومتهم إلى الانحراف كي يتوفر للكيان الصهيوني وقوى الاستكبار هامشا من الآمن.
وقال خامنئي في نداء وجهه اليوم الى حجاج بيت الله الحرام “إن السياسات الاستعمارية وضعت بيدها الاثمة منذ القدم مهمة التفرقة في قائمة أعمالها لتحقق مقاصدها الخبيثة كما إن تجهيز ودعم المجموعات الإرهابية والتكفيرية وأمثالها في دول منطقة غرب آسيا يأتي في سياق هذه السياسة الغادرة”.
وشدد خامنئي على ضرورة الاهتمام بقضايا العالم الإسلامي وتكوين نظرة شاملة وعلى المدى البعيد لأهم قضايا المسلمين وأولوياتهم باعتبارها من أهم مسؤوليات الحج مشيرا إلى أن مسألة اتحاد المسلمين وحل القضايا المفرقة بين أجزاء الأمة الإسلامية من جملة هذه الموضوعات الهامة ذات الأولوية في يومنا الراهن.
وأكد أن الحج مظهر الوحدة والتلاحم وساحة الإخاء والتعاضد وعلى الجميع أن يتلقوا درس التركيز على المشتركات وإزالة الخلافات داعيا الى جعل قضية اتحاد المسلمين في رأس قائمة الواجبات الوطنية والدولية معتبرا قضية فلسطين هي الموضوع المهم .
وقال “بعد مرور 65 عاما على إقامة الكيان الصهيوني الغاصب والمنعطفات المختلفة التي مرت على هذه القضية الهامة والحساسة وخاصة الاحداث الدامية في السنوات الأخيرة اتضح للجميع أن الكيان الصهيوني وحماته المجرمين لا يعرفون حدا لقسوتهم ووحشيتهم وسحقهم لكل المعايير الإنسانية والأخلاقية”.
وأوضح خامنئي أن قادة الكيان الصهيوني يبيحون لأنفسهم كل جريمة وإبادة جماعية وتدمير وقتل للأطفال والنساء والأبرياء العزل وما المشاهد المحزنة في حرب الخمسين يوما على قطاع غزة سوى آخر نموذج من هذه الجرائم التاريخية التي تكررت طبعا في نصف القرن الأخير مرارا مؤكدا أن هذه المجازر والمآسي لم تستطع أن تحقق هدف قادة الكيان الغاصب وحماته وانه خلافا لاهداف لاعبي الساحة السياسية الخبثاء بشأن سطوة الكيان الصهيوني ومنعته فإن هذا الكيان يقترب يوما بعد يوم من الإضمحلال والفناء.
واشار خامنئي الى إن مقاومة غزة المحاصرة والوحيدة لمدة 50 يوما صمدت أمام قوة الكيان الصهيوني ما ادى الى فشل هذا الكيان الغاصب واستسلامه أمام شروط المقاومة وهذا يدل على ضعف وقرب انهيار الكيان الصهيوني.
ودعا خامنئي الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية الى متابعة مسيرة العزة الدائمة بقوة وصلابة أكثر وأن تطالب الشعوب المسلمة حكوماتها باتخاذ مواقف مساندة حقيقية وجادة من قضية فلسطين وأن تقطع الدول الإسلامية بصدق خطوات على هذا الطريق.
كما دعا خامنئي المفكرين والمثقفين في العالم الإسلامي إلى أن يفرقوا بنظرة واعية بين الإسلام المحمدي الأصيل و”الإسلام الأمريكي” وأن يحذروا من الخلط بين الإسلامين مشيرا إلى أن الإسلام الأصيل هو إسلام النقاء والمعنوية والسيادة الشعبية أما “الإسلام الأمريكي” فهو ارتداء ثوب العمالة للأجانب ومعاداة الأمة الإسلامية بزي الإسلام.
واضاف إن الإسلام الذي يشعل نيران التفرقة بين المسلمين ويضع الثقة باعداء الله ويشن الحرب على الشعوب الاسلامية بدلا من مكافحة الصهيونية والاستكبار ويتحد مع أمريكا المستكبرة ضد شعبه أو الشعوب الأخرى ليس بإسلام بل هو نفاق خطر مهلك يجب أن يكافحه كل مسلم صادق.
خاتمي: التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي مخادع ويسعى لتمرير أهداف شيطانية في المنطقة
من جهته شكك عضو مجلس خبراء القيادة في إيران أحمد خاتمي في أهداف التحالف الدولي الذي تشكل مؤخرا ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية والعراق مشيرا إلى أن هذا التحالف مخادع ويسعى لتمرير أهداف شيطانية كبيرة في المنطقة.
وذكر خاتمي في خطبة صلاة الجمعة في طهران اليوم أن هذه التنظيمات الإرهابية هي من نتاج نفس هذا التحالف الذي يهدف للإطاحة بالشرعية في سورية وانتهاك سيادة واستقلال العراق مضيفا أن انتهاك سيادة البلد بدون اذن أمر مدان حسب القوانين الدولية.
وأشار خاتمي إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون كشفت صراحة عن أن أمريكا والغرب وراء تشكيل هذه التنظيمات الإرهابية ومنها تنظيم “داعش” لمواجهة العالم الإسلامي وأن زعيم هذه الزمرة الإرهابية جرى إعداده من قبل الموساد الإسرائيلي.
وحول الملف النووي الإيراني قال خاتمي “إن الخطوط الحمراء للشعب الإيراني تتمثل في الحفاظ على حق التخصيب بما يلبي احتياجات البلاد ومواصلة الأبحاث في المجال النووي بما يخدم مسيرة التنمية والتطور العلمي اضافة للاحتفاظ بحق التخصيب في قاعدة فردو واستمرار العمل بمنشاة اراك للماء الثقيل”.
وشدد خاتمي على أن المفاوضات مع مجموعة خمسة زائد واحد لابد أن تنتهي بالرفع المتزامن لجميع العقوبات المفروضة على إيران مشيرا إلى أن الفريق الإيراني المفاوض يقوم بمسؤولياته في الأطر المحددة من قبل قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي.
وأضاف خاتمي إن البعض يقول إن أي اتفاق أفضل من عدمه وهذا يعني قبول الذل والمهانة وهذا ما لا يمكن أن يقبل به الشعب الإيراني مشددا على أن عدم التوصل لاتفاق في مثل هذه الأحوال أفضل بكثير من اتفاق لا يجلب سوى الخزي والعار.
وانتقد خاتمي تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي حيال إيران وقال: “إن مثل هذه التصريحات السخيفة ليست إلا أكاذيب وتهم باطلة”.
وكان قائد الثورة الإسلامية في إيران أكد اليوم في نداء وجهه إلى حجاج بيت الله الحرام أن هدف الاستكبار العالمي من إيجاد التنظيمات الإرهابية التكفيرية هو إشعال نيران الحروب الطائفية بين المسلمين وجر مقاومتهم إلى الانحراف كي يتوفر للكيان الصهيوني وقوى الاستكبار هامش من الأمن.