بيروت-سانا
أكد الكاتب اللبناني علي البقاعي أن العداء الأمريكي لسورية التي احتضنت وناصرت المقاومة في المنطقة ليس وليد الساعة وإن الإجراءات الأمريكية العدائية الأحادية ضدها منذ سنوات تثبت أن واشنطن هي المحرك والآمر الناهي لكل حراك ومؤامرة وحرب ضد سورية وعلى أراضيها.
وقال البقاعي في مقال نشرته صحيفة البناء اللبنانية اليوم بعنوان “لماذا هذا العداء الأمريكي لسورية” إن “قرار الخلاص من سورية أعدت له الولايات المتحدة منذ سنوات لكن الإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت تتحين الفرصة التي جاءت على طبق من دم مع بدء كذبة ما سمي الربيع العربي مطلع عام 2011 والذي لم يكن إلا زمهريرا عربيا يحمل في طياته كل شيء إلا الديمقراطية والحرية للشعوب العربية” موضحا أن الولايات المتحدة “تسعر حربها ضد سورية لمنعها من ممارسة دورها القومي والإقليمي ولو كانت واشنطن تريد حقا حلا في سورية لامرت اتباعها وأعوانها كالسعودية وقطر وتركيا بأن يكفوا أيديهم عن سورية ويوقفوا تمويل ودعم وتدريب وإيواء عشرات المنظمات الإرهابية التي تأتمر بأوامرهم وأن يوقفوا تدميرهم الممنهج لاقتصاد سورية وتراثها موءسساتها ونهب آثارها وتدمير مؤسساتها التعليمية”.
وشدد الكاتب على أن واشنطن تناصب سورية العداء نتيجة مواقفها القومية “ولأنها العدو الأول لإسرائيل وللولايات المتحدة وهي التي تقف في وجه مشاريعهما في المنطقة وهو ما أقر به جون ماكين عضو مجلس الشيوخ الأميركي” مذكرا بأقوال أعضاء باللوبي الصهيوني المناصر لكيان الاحتلال الاسرائيلي ايباك “بان سورية هي العائق الأول في وجه السلم الإسرائيلي في المنطقة “وهو الكلام ذاته قالته أيضا هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أمريكا السابقة “.
وشدد الكاتب على أن قضية السوريين هي قضية حق وملايين السوريين بجميع مكوناتهم لم يتنازلوا عن حقهم في الدفاع عن أرضهم وتراثهم وتاريخهم وعنفوانهم وحضارتهم في وجه الغزاة القادمين تحت رايات الموت السوداء لافتا الى انه لا يمكن للشر أن ينتصر على الحق والخير والجمال صفات النفس السورية الأبية.
وأضاف .. لو كانت الولايات المتحدة ومن والاها يريدون السلام في سورية لاعترفوا بما أنجزته سورية من إصلاحات دستورية تضاهي أحدث الدساتير المعتمدة عالميا في الاستفتاء الذي أجري على الدستور في شباط 2012 وينص على أن سورية دولة ديمقراطية ذات سيادة ويكون الحكم فيها للشعب عن طريق الانتخابات بحيث يتساوى الجميع أمام القانون.
وختم البقاعي بالقول .. لو كانت الولايات المتحدة تريد حقا إنهاء الحرب على سورية لقبلت بأن تكون الحرب على الإرهاب في سورية والعراق التي اقرها مجلس الأمن حربا شاملة تحت راية الأمم المتحدة وبقوات تختارها الأمم المتحدة وتحدد مدتها وأهدافها ونتائجها المنظمة الدولية وتشارك فيها على نحو رئيسي الدولتان اللتان تعانيان جرائم الإرهابيين وهما سورية والعراق ولا تنتهي إلا بعد سحق الإرهاب وعندئذ يمكن العودة إلى الحل السياسي الذي كانت القيادة السورية تدعو دوما إليه تحت سماء سورية وعلى أرض سورية وبقرار سوري.