واشنطن-سانا
أكد نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أن التنظيمات الإرهابية في سورية بمن فيها إرهابيو القاعدة حصلوا على تمويل ودعم آخر من حلفاء واشنطن في المنطقة.
ونقلت وكالة أنباء تاس الروسية عن بايدن قوله أمس في كلمة ألقاها في جامعة هارفارد بولاية ماساتشوستس “مشكلتنا الأكبر كانت في حلفائنا في المنطقة فالاتراك كانوا رائعين وكذلك السعوديون وسكان الإمارات وغيرهم ولكن ماذا فعلوا.. إنهم خاضوا حربا بالوكالة وقدموا مئات ملايين الدولارات وعشرات آلافالأطنان من السلاح لكل من وافق على القتال ضد النظام في سورية”.
واستدرك بايدن قائلا إن هؤلاء الحلفاء “أدركوا خطأهم ووافقوا على الانضمام إلى التحالف الدولي المعادي للإرهاب الذي تتزعمه واشنطن” معتبرا أن جل هؤلاء الحلفاء “فهموا خلافا للمتوقع ما يجري فالذي حصل على المساعدة كان عناصر جبهة النصرة وتنظيم القاعدة وعناصر متطرفة قادمة من مناطق أخرى في العالم”.
ورأى بايدن كما نقلت عنه وكالة رويترز أن الولايات المتحدة تأخرت في محاربة تنظيم داعش الإرهابي لانها كانت تنتظر أن تصبح دول كالسعودية وقطر على استعداد لتقديم الدعم ونظرا لصعوبة أن تقرر ما إذا كان بوسعها دعم أي فصيل من الجماعات المسلحة التي تحارب في المنطقة لكن بايدن وقع مجددا بخطيئة فرض التصنيفات مبررا دعم ادارته للارهابيين الاخرين في سورية غير داعش بدعوى أنها قوى “معتدلة” مضيفا “لكننا ندقق جدا في الاختيار للتأكد من انتماءاتها”.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أقر أن بلاده أخطات بتقدير خطورة التنظيمات الإرهابية في سورية ولم تتوقع أن يؤدي تأزم الوضع في سورية إلى تسهيل ظهور تنظيمات متطرفة خطيرة على غرار تنظيم داعش الإرهابي.
وكرر بايدن ما تروجه إدارته بأن المعركة لوقف تقدم إرهابيي تنظيم داعش في سورية والعراق ستكون “طويلة وصعبة” بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها معتبرا أن هناك تحالفا بقيادة واشنطن ورغم ذلك ستكون المعركة طويلة وصعبة لكن لا يمكن خوض هذه المعركة “وحدك” مضيفا “حتى لو أردنا ذلك لا يمكن ان نخوضها وحدنا ولا يمكن أن تصبح حربا برية أمريكية ضد دولة عربية اخرى في الشرق الأوسط”.
وشدد بايدن على أن الولايات المتحدة لا تعتزم المشاركة بقوات قتالية في أي حرب برية ضد تنظيم داعش الإرهابي مشيرا إلى أن “إضعاف هذا التنظيم لا يعتمد على نشر متقطع لمئات الآلاف من الجنود على الأرض هذه الحملة ضد العنف المتطرف تعود إلى ما قبل إدارتنا وستستمر بعدها”.
يذكر أن التقارير الإخبارية والوقائع الميدانية أجمعت على أن الولايات المتحدة ومن معها في التحالف المزعوم لمحاربة الإرهاب كانت السبب الرئيس لتنامي خطر تنظيم داعش الارهابي عبر تسليح ودعم وتمويل تنظيمات ارهابية مختلفة في سورية وضعتها ضمن تصنيفات “المعارضة” في حينه بينها النصرة وداعش وتنظيمات إرهابية أخرى تتشابه وهذان التنظيمان بالممارسات والأفكار.
وحاول الناطق باسم البنتاغون الادميرال جون كيربي في تصريح سابق تبرير دعم بلاده للإرهابيين الذين تصنفهم ضمن ما يسمى معارضة معتدلة بدعوى عدم القدرة على القضاء على تنظيم داعش بعمليات القصف الجوي وحده قائلا إن “التحرك العسكري وحده لن يؤدي إلى انتصار” .