الشريط الإخباري

تدمر لؤلؤة الشرق محاضرة في ثقافي أبو رمانة

دمشق-سانا

أقام المركز الثقافي العربي بأبو رمانة بالتعاون مع جمعية أصدقاء دمشق محاضرة بعنوان “تدمر لؤلؤة الشرق” للدكتورة فاتنة الشعال عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية.

وقالت الدكتورة الشعال في بداية محاضرتها: “سورية مفتاح المنطقة وسرها ومن أجل ذلك تطلعت كل الإمبراطوريات التوسعية عبر التاريخ للسيطرة عليها من أجل ضمان وجودها المشرقي حتى الوقت الحاضر وفشل الجميع في تحقيق ذلك لسبب عدم فهمهم لطبيعة نسيجها الاجتماعي وعمقها القومي والجغرافي وثقافتها العربية” مؤكدة أن سورية هي البلد الذي يمتلك حضارة عريقة امتدت بجذورها إلى أعماق التاريخ وهي وطن الرحمة والمقاومة والتسامح.

واستعرضت الدكتورة الشعال تاريخ مدينة تدمر موضحة أنها نشأت من تمازج ما بين الأموريين والكنعانيين والآراميين والعرب الجدد ما أدى إلى تبلور معنى حضاري للعروبة يعكس ملامح شخصية عربية مشرقية لعبت دورا مهما في مجرى الحضارة السورية وصولا إلى الفتح الإسلامي وفيما بعد اعتبرت من أهم الممالك العربية القديمة التي ازدهرت بشكل خاص في عهد ملكتها زنوبيا حيث كانت حضارتها تنافس حضارة الإمبراطورية الرومانية القديمة.

وأشارت الدكتورة الشعال إلى أن مدينة تدمر ازدهرت في النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد بمبانيها الفخمة وشوارعها وتنظيمها حيث كانت تحمل طابع المدن الإغريقية والرومانية بأبنيتها الملكية كما وصفت أنها أغنى المدن وأكثرها ثراء وعظمة وفيها الكثير من الآثار المنتشرة على بقعة واسعة من الأرض كالبوابات وقوس النصر والشارع المستقيم.

وبينت أن تدمر هي أولى الممالك التي اتسمت بالتسامح الديني حيث عثرت البعثات الأثرية على دور العبادة للديانتين المسيحية واليهودية وعدد من المعابد الوثنية كمعبد النار والشمس والخمر كما يوجد في متحفها تمثال زاخوس إله الخمر وعشتار آلهة الخير وبيل حامي المدينة.

وقالت الدكتورة الشعال: “تدمر تعني باللغة الأمورية بلد المقاومين والبلد الذي لا يقهر باللغة الآرامية وفقا لمحفوظات ماري التي تعود للألفية الثانية قبل الميلاد في حين سميت باللاتينية بالميرا” مشيرة إلى موقعها الجغرافي وبعض معالمها كنبع افقا للمعالجة والمدافن الأثرية والأسوار.

وتناولت الشعال في محاضرتها ما تعرضت له هذه المدينة التاريخية العريقة من دمار وتخريب نتيجة ما حصل من حرب إرهابية من قبل أعداء العالم والإنسانية على سورية عامة وعروس البادية خاصة فأخذت تنتقم من الحجر والبشر بغرض طمس معالم حضارة طالما اتسمت بالتسامح الديني والمحبة والوفاء.

وعرضت بعض الصور التي تبين آثار التخريب التي لحقت بتدمر معربة عن إيمان كل سوري بعد أن حررها الجيش العربي السوري من براثن الإرهاب بترميمها على يد خبرات وطنية.

رشا محفوض