يتبع الغرب سياسات خاطئة ومواقف مزدوجة فيما يسمى «مكافحة الإرهاب» فهو يحاول أن يصور نفسه مدافعاً عن حقوق الإنسان والديمقراطية لكن الأفعال والتحالفات لا تؤكد ذلك أبداً.
فلو كان الغرب جاداً وصادقاً في محاربة الإرهاب لما احتاج إلى كل هذا الاستعراض والدعاية ولكان الأولى به أن ينسق ويتعاون مع دول تواجه الإرهاب على الأرض منذ سنوات.
لقد بات الإرهاب ظاهرة تهدد السلام والأمن الدوليين ودول العالم تتطلع إلى أن تكون محاربته وفق منظومة متكاملة عسكرية وسياسية واقتصادية وفكرية ترقى إلى مستوى الخطورة التي يشكلها وهذا يتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية على أسس واضحة وليس بشكل انتقائي واستخدام محاربة الإرهاب ذريعة جديدة لفرض الهيمنة والتدخل في شؤون المنطقة.
لو كانت واشنطن وشركاؤها جادين فعلاً في محاربة الإرهاب وعلى ضوء الجرائم الإرهابية المرتكبة في العراق وسورية والأخطار التي يشكلها الإرهابيون لما استبعدت هذا الطرف أو ذاك، فجرائم الإرهابيين يجب أن تكون دافعاً لدى الجميع لتلمس خطورة الإرهاب والتلاقي لتدارك هذا الخطر الذي لن يكون أحد بمنأى عنه، لكن المقدمات وسير حملة «التحالف» لا تشي بهذه الجدية ولاتؤكد صدق النيات بعيداً عن أهداف مبينة ومخفية وراء يافطة محاربة الإرهاب.
إن «داعش» و«النصرة» وغيرهما من التنظيمات هي نتائج وإفرازات لما تم زرعه وتغذيته ودعمه عبر سنوات وقد ارتأى «الرعاة» أن تكون هذه التنظيمات حلقة أخرى في سياق محاولات تنفيذ الفوضى الخلاقة أو «فرسان» سيناريوهات التفتيت والتطييف.
«تحالف محاربة الإرهاب» وبعد حوالي الأسبوعين من الحديث عن توجيه الضربات لـ«داعش» يثير من الأسئلة والشكوك والهواجس أكثر مما يصيب من إرهابيين وأهداف مفترضة، وجل ما نخشاه أن يأتي يوم يقر فيه الرئيس الأمريكي زعيم «التحالف» بإساءة التقدير والخطأ مرة أخرى، فواشنطن عوّدتنا غير مرة على هذا، حدث ذلك مع كولن باول ويحدث اليوم مع أوباما الذي يحاول حتى الساعة تقدير الموقف من خلال مساعديه.
بقلم: شوكت أبو فخر