دمشق-سانا
يرتبط المغني سومر نجار بمدينة دمشق و يجد فيها سحراً لا يلمسه في مكان آخر و كل ما يتمناه أن يطلق مشروعه الفني منها إلى العالم دون أن يغادرها لتكون نجاحاته محاطة بهالتها ليرد لها بعضاً من فضلها عليه.
وعن مشواره الفني الذي بدأ مبكراً مع برنامج طريق النجوم وحصوله على المرتبة الأولى فيه بمرحلة الطفولة يقول المغني في حديث لـ سانا الثقافية: “أؤمن بضرورة تطوير الموهبة عبر الدراسة لذلك تعلمت أصول العزف على آلة العود في المعهد العربي للموسيقا في حلب لمدة ست سنوات ومن بعدها خضت تجربة التمثيل والغناء في مسلسل الثريا ومن ثم انتسبت للمعهد العالي للموسيقا ودرست الغناء الشرقي لمدة خمس سنوات”.
و حول تفضيله الغناء على التمثيل رغم حضوره الجميل بمسلسل الثريا عبر شخصية سهيل يوضح سومر أن مشروعه الأساسي هو الغناء ويمكن أن يعود للتمثيل في حال توفر دور يحقق مبرر وجود المغني في العمل مبينا أنه أدى بصوته العديد من الأغنيات لشخصيات في مسلسلات درامية منها أسمهان وعرب لندن و بطل من هذا الزمان وفي العرضين المسرحيين آخر حكاية وزرياب.
و يشير سومر إلى أن هناك مشكلة حقيقية بإنتاج الأغنية والموسيقا في سورية تتمثل بعدم وجود شركات إنتاج فنية تخصص ميزانيات ضخمة لتقديم أعمال بمستوى عال في الكلمات و الألحان و التوزيع الموسيقي و التسجيل ضمن استوديو بمعدات متطورة ثم يأتي تصوير الأغنية الذي بات من أهم عوامل نجاحها وتسويقها والترويج لها.
و عن برامج المواهب على القنوات الفضائية العربية يقول سومر: “هذه البرامج ليست سيئة في حال توفرت النزاهة بعمل لجانها التحكيمية و لكن اختيارات وقرارات هذه اللجان تترك أحيانا علامات استفهام خاصة مع الأصوات السورية التي تكون من اكثر الأصوات المشاركة تميزا في البرنامج ورغم ذلك تخرج مبكراً دون أي مبررات مقنعة”.
و يتابع: “العديد ممن شاركوا في برامج المواهب حققوا الشهرة الآنية لدى الجمهور العربي و لكنهم لم يكملوا طريقهم لعدم تبنيهم من قبل شركات الإنتاج وأصبحوا في طي النسيان” داعيا لإطلاق برامج إعلامية محلية تتوفر لها الإمكانات الضخمة تكون مهمتها رعاية المواهب الغنائية والموسيقية السورية.
أما الشهرة بالنسبة للفنان فهي برأيه تحصيل حاصل وليست هدفا إن كان جادا و يمتلك مشروعا فنيا راقيا ومتسلحاً بالعلم الموسيقي معتبرا أن المتعة الأهم له كفنان الوقوف على خشبة مسرح دار الأوبرا التي ينتمي لها ليغني و يعزف أمام الجمهور السوري.
و يدعو رئيس قسم الغناء الشرقي في معهد صلحي الوادي للموسيقا كل شركات الإنتاج الفني التي تهتم بالدراما في القطاعين الحكومي و الخاص إلى تخصيص جزء من عملها للاستثمار في قطاع الأغنية السورية لأنها لا تقل أهمية من ناحيتي الامكانات المتوافرة والمردود المادي عن الدراما سواء من بيع الالبومات الغنائية و الحفلات الفنية.
ويؤكد أن الاستثمار في قطاع الأغنية السورية سيساعد على إيصالها للعالم ونقلها لتراثنا و هويتنا و ثقافتنا و أفكارنا ورسالتنا الإنسانية والموسيقية كما سيساعد على تقديم الفنان السوري للخارج ليكون سفيراً لبلده و شعبه فضلا عن نشر الموسيقا السورية التي يسهم بها الكثير من المؤلفين الموسيقيين السوريين المهمين.
و يشدد سومر على تفعيل قانون حماية الملكية و سن تشريعات جديدة تشجع شركات الإنتاج الفنية للدخول في مجال الاستثمار بقطاع الأغنية والموسيقا مبيناً أن أهم شركات الإنتاج الفنية العربية تقدم الأصوات السورية وتستثمر نجاحاتها لصالحها.
و حول واقع الأغنية السورية الحالي يرى سومر أن اللون السائد اليوم هو النمط الشعبي معتبرا أن هذا اللون يرتبط بالفلكلور والتراث ويحمل قيمة ثقافية و موسيقية مهمة لكن هناك أغاني تصنف ضمنه لكنها رديئة فنياً وتكرس الاستسهال و تؤذي الذائقة السمعية للجمهور.
و يرجع سومر رواج نمط الغناء البعيد عن الإبداع و القيمة الثقافية والفكرية بسبب التسويق الضخم لمثل هذه الأغنيات في أغلب وسائل الإعلام و وسائط التواصل الاجتماعي لافتا إلى ضرورة تضافر الجهود للحد من انتشار مثل هذه الأغنيات.
ابن مدينة حلب الذي يميل إلى اللون الطربي والغناء الشرقي يلفت إلى أن ما يميز الأغنية السورية ألوانها المتعددة التي أفرزتها الطبيعة الجغرافية المنوعة لسورية مما يكسبها الغنى والفرادة.
ويقول: “الأغنية الطربية التي تحمل الكلمة و اللحن الجميلين وتقدم بقالب موسيقي جاد ستحقق الجماهيرية الشعبية المطلوبة وهذا يعد مطلباً للجمهور بعد سنوات من رواج الأغنيات المكررة في مضمونها و نمطها التجاري البحت”.
المغني سومر الذي كان له عدة محاولات لإنتاج أغنيات بجهود فردية دون أي دعم من أي جهة إنتاجية يعبر عن تفاؤله بمستقبل الأغنية السورية من خلال تكريس المؤسسات الثقافية المهمة مثل دار الأوبرا للغناء الجاد الذي يرتقي بالفن وذائقة الجمهور مؤكدا أهمية تبني الفنانين الأكاديميين من قبل المؤسسة الثقافية الرسمية و دعمهم وإتاحة الفرص الحقيقية لهم.
المغني سومر نجار من مواليد حلب خريج المعهدين العربي للموسيقا في حلب والمعهد العالي للموسيقا قسم الغناء الشرقي عام 2009 وله عدة أغنيات خاصة من إنتاجه وشارك في أداء عدد من الشارات الغنائية لأعمال درامية مثل مسلسل بيت جدي الجزء الأول و هو عضو نقابة الفنانين وهو رئيس قسم الغناء الشرقي في معهد صلحي الوادي و مغن في دار الأسد للثقافة والفنون.
محمد سمير طحان