سدة بيرة الجرد بريف مصياف… مردود زراعي وسياحي بكلفة بسيطة

حماة-سانا

تستفيد أكثر من 2500 أسرة في قرى بيرة الجرد والمحيلبة وبريزة في ريف مصياف الغربي المتاخم للحدود الإدارية لمحافظة طرطوس من السدة المائية التي تم إنجازها مؤخراً من قبل مديرية الموارد المائية على الطرف الشرقي لجبل النبي متى في موقع بيرة الجرد لري المحاصيل الزراعية وتحسين الواقع السياحي والبيئي والاقتصادي في القرى الرابضة في منطقة جبلية بديعة.

ومن المتوقع أن تحقق السدة المائية في الفترة المقبلة منفعة كبيرة للأهالي في احتواء وتجميع مياه الأمطار الغزيرة التي تشهدها المنطقة عادة في فصل الشتاء ما يساهم في دعم المحاصيل الزراعية وإنتاج مواسم خيرة كما يوضح غياث الراشد رئيس الجمعية الفلاحية في قرية بيرة الجرد حيث ان المساحات التي سترويها السدة تزيد على 500 دونم من الأراضي الزراعية العائدة ملكيتها لنحو 2500 أسرة فضلا عن مساهمتها في تخفيف الضغط والهدر الذي يطال حاليا شبكة مياه الشرب نتيجة الاعتماد على قسم من مياهها في ري المزروعات.

ورأى الراشد أنه يمكن للأهالي الاستفادة من السدة المائية وزيادة مساحة الأراضي الزراعية المروية منها من خلال إنشاء مشروع سدة إضافية داعمة ورديفة لها على مسافة 200 متر منها لرفع مخازين المياه في السدة التي يأمل الأهالي أن تكون مصدرا مائيا دائما لإرواء محاصيلهم على مدار العام ولا سيما أن المنطقة تشتهر بمعدلات مطرية مرتفعة فضلا عن غناها بالينابيع وعيون المياه.

ونوه مختار قرية البيرة فجر عيسى بأهمية مشروع السدة وانعكاساته وآثاره الايجابية الكبيرة لتحسين إنتاجها الزراعي ورفد قطاع مياه الشرب ولا سيما أن تكلفة إنشائها لم تكن عالية في ظل توفر التضاريس الجغرافية الملائمة لها فضلا عن تجميع مياه الأمطار الغزيرة وعدم الحاجة لوجود مضخات مياه وتجهيزات كهربائية وميكانيكية عالية التكلفة كالتي تتطلبها عادة مشروعات الآبار الارتوازية في ضخ المياه من أعماق بعيدة وما يترتب عن ذلك من نفقات مرتفعة لزوم الوقود وأجور الصيانة.

الفائدة من السدة تشمل جوانب سياحية واقتصادية عدة تعود بالنفع على الأهالي حيث يوضح المزارع أحمد الراشد أن السدة ستسهم في تحسين المظهر الحضاري والجمالي للمنطقة التي تكثر فيها المساحات الخضراء والغابات وتنشيط القطاع السياحي في ضوء تنامي أعداد زوارها بقصد التمتع بطبيعتها الساحرة التي ستزيدها المياه المجمعة في السدة جمالا وبهاء علاوة على إنعاش قطاع المسامك والتوسع في إنشاء أحواض تربية الأسماك والتي يجري حاليا تجهيز الكثير منها تمهيدا لاستثمارها حال إنجاز مشروع مد قنوات المياه من السدة للأراضي القريبة منها.

وأوضح علي كوسا رئيس مجلس بلدة القصية التي تتبع لها عدة قرى في المنطقة من بينها بيرة الجرد أن مشروع سدة بيرة الجرد المائية المخصصة للري تم تدشينه العام الماضي بعد انجازه من قبل مديرية الموارد المائية في طرطوس كونها تقع في منطقة حدودية بين محافظتي حماة وطرطوس وتروي أراضي من المحافظتين وهي بارتفاع نحو 15 مترا داعيا إلى إنشاء المزيد من السدات المائية المماثلة في المنطقة المصنفة من مناطق الاستقرار الأولى لما تشهده من هطولات مطرية غزيرة عادة يمكن تجميعها في هذه السدات التي لها مردود ايجابي زراعي واقتصادي وسياحي مهم.

وينتظر أهالي القرية حاليا إنجاز أعمال مشروع مد قناة لاستجرار المياه من السدة حتى أراضيهم الزراعية والذي من المتوقع الانتهاء منه قريبا لينعموا بمياه السدة التي يعولون عليها في تحقيق نقلة نوعية على صعيد تحسين إنتاجية محاصيلهم وتحقيق تنمية شاملة في قريتهم.

عبد الله الشيخ