غطاء لأشياء أخرى

ما سماه الرئيس الأميركي خطأ في تقدير خطورة التنظيمات الإرهابية في سورية غير مقنع، ولا يمكن الأخذ به، وهو مجرد كلام فارغ لا يمكن الاستناد إليه إطلاقاً في تسويغ المواقف الأميركية التي دعمت هذه التنظيمات وهذا الإرهاب مباشرة، أو من خلال السطوة على دول الخليج النفطية، وحثها على فتح خزائنها للمجموعات الإرهابية وخاصة في سورية.

الرئيس أوباما يعرف، من خلال انغماس أجهزة استخباراته في تمويل وتسليح وتمرير الإرهابيين إلى سورية على سبيل المثال، أن هذه المجموعات تعمل لإيصال الوضع إلى ما هو عليه الآن من إرهابٍ وتكفير لا مثيل لهما في التاريخ، ويعرف كذلك أن كل ما جرى ترويجه عن الحرية والديمقراطية كان مجرد غطاء لما يجري التخطيط له.

وإذا ادعى الأميركيون أنهم أخطؤوا التقدير فهناك عشرات الرسائل التي وجهتها سورية إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، أكدت فيها أن المجموعات المسلحة وعلى رأسها «داعش والنصرة والجبهة الإسلامية» هي مجموعات إرهابية تكفيرية تعمل على قطع الرؤوس والأيدي وأكل الأكباد وترويع البشر، وقدمت سورية أدلة دامغة على ذلك بالصوت والصورة والوثيقة، وقد اطلعت على هذه الرسائل السورية بكل تأكيد المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة.

إضافة إلى ذلك فإن إرهاب هذه المجموعات لم يكن مخفياً بل كان بشكل علني واستفزازي كذلك وكان الإرهابيون يتعمدون نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى مواقعهم أيضاً وكانوا يعلنون عنه أحياناً بشكل مسبق بقصد المزيد من الترويع.

ويعرف الجميع أن التنسيق العراقي- الأميركي كان على أعلى المستويات، وقد أعلنت الحكومة العراقية عشرات المرات عن خطورة المجموعات الإرهابية العاملة على الأرض العراقية، وطلب المساعدة الأميركية في القضاء عليها دون أن تلقى أي استجابة.

بعد كل ذلك كيف يمكن تصديق خطأ التقدير الذي أعلنه الرئيس أوباما؟ وكيف بإمكاننا أن نستبعد الفرضية القائلة إن الولايات المتحدة تعمّدت إيصال الإرهاب إلى ما هو عليه الآن في سورية والعراق بالتعاون مع حلفائها الخليجيين لأسباب تقسيمية في المنطقة؟.

في كل الأحوال، إن الشارع السوري يرى أن أميركا شريكة أساسية للإرهابيين في سورية، وأن كل ما تقوم به وتقوله الآن على صعيد مكافحة الإرهاب ليس أكثر من غطاء لأشياء أخرى.

بقلم: عز الدين الدرويش