اسوشيتد برس: اطلاق سراح الرهائن الأتراك يثير الشكوك حول اهتمام تنظيم “داعش” الإرهابي بعدم ازعاج الحكومة التركية

أنقرة-سانا

في تأكيد جديد على الارتباطات العقائدية والاستخبارية والعسكرية العضوية لتركيا مع تنظيم “داعش” الإرهابي واعتباره يمثل أداتها الأساسية لتحقيق أهدافها الجيوسياسية والاستراتيجية في المشرق العربي ظهرت الطريقة المثيرة للشكوك بالإفراج عن الرهائن الأتراك لدى التنظيم الإرهابي.

وفي هذا السياق ذكرت وكالة اسوشيتد برس أنه وفقاً لرواية اختطاف السائقين الأتراك في 10 تموز الماضي وتداعياتها والمعلومات التي تم جمعها من المقابلات مع السائقين والمسؤولين التنفيذيين في الشركة التي كان السائقون يعملون لديها تبين أن قصة الرهائن تشير إلى أن تنظيم “داعش” مهتم بعدم ازعاج تركيا.

وأضافت الوكالة أنه بات من المعروف بالنسبة للكثير من الأجانب الذين يتم احتجازهم من قبل مسلحي “داعش” أن هناك أشهرا من الغموض والتعذيب وفي بعض الحالات الموت الشنيع ولكن الوضع كان مختلفاً بالنسبة للسائقين الأتراك الذين احتجزهم التنظيم حيث دام الأسر فقط لأسابيع معدودة دون أن يصاب أحد منهم بأذى كما أنه لم تدفع أي فدية لاطلاق سراحهم.

ونقلت الوكالة عن أحد السائقين ويدعى أوزغور سيمسك قوله: “ظهرت فجأة شاحنة صغيرة تحمل الشعار الأسود والأبيض لإرهابيي داعش وظهر أشخاص يرتدون أقنعة سوداء ويلوحون بالأسلحة وأخذوا كل الرجال الأتراك البالغ عددهم 32 رجلاً رهائن واحتجزوهم لعدة أيام”.

وأضاف سيمسك أن أحد المسلحين قال لهم قبل اطلاق سراحهم “الأتراك هم إخواننا”.

وقال سردار بيرق وهو سائق تركي آخر إن السائقين اعتقدوا أن الخاطفين سيهتمون بهم وأنهم لن يمسوهم بأذى أو يضروهم بأي شكل من الأشكال لأنهم يريدون أن تدوم علاقتهم مع تركيا.

ووصف بيرق ما جرى معهم بأنه كان تجربة مخيفة وقال أنه شاهد أطفالا لا تتجاوز أعمارهم 8 أو 9 سنوات يحملون الأسلحة كما رأى أربعة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة ويستعدون للمغادرة لاستهداف القوات العراقية.

وقالت الوكالة إن هذه القصة ترسم صورة للتنظيم الذي كان حذراً كي لا يغضب الحكومة التركية .

وأضافت مهما كان الموقف التركي فيبدو أن تصرفات تنظيم “داعش” تعكس براغماتية معينة بشأن تركيا.

ونقلت الوكالة عن جورج ريدينغز من مكتب ستيرلينغ اسينت لتحليل المخاطر ومقره لندن أن تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي عامل الرهائن بهذه الطريقة لأنه لا يريد استفزاز أنقرة مضيفاً إذا قررت تركيا القضاء على دعم التنظيم والتجنيد وجمع الأموال وشبكات بيع النفط التي تعمل عبر تركيا فإن ذلك سيؤثر على قدرة التنظيم على السيطرة على آراض في سورية والعراق.

بدوره قال محمد كيزيل الرئيس التنفيذي لشركة “كيزيل لوجيستيك” التي تمتلك العديد من الشاحنات التي تمت مصادرتها خلال عملية الاختطاف أنه لم يتضح لماذا أبقى التنظيم الرهائن الأتراك لهذه الفترة أو لماذا تم اطلاق سراحهم متسائلاً ماذا جرى بشأن المفاوضات التي كانت جارية لدفع فدية.

ورأت الوكالة أنه في كلتا الحالتين اطلاق سراح السائقين الأتراك وموظفي القنصلية التركية في العراق سببه مرتبط بالحفاظ على العلاقة مع تركيا.

وكانت مصادر إعلامية تركية أكدت في وقت سابق أن التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومته أحمد داود أوغلو بشأن اطلاق سراح الرهائن الأتراك متناقضة وتثير الشكوك لدى الرأي العام حيث استخدم أردوغان في بيان خطي كلمة “عملية ناجحة” تم التخطيط لها مسبقاً غير أن داود أوغلو لم يستخدم كلمة “عملية” في تصريح أدلى به حول هذه المسألة لكنه أكد أن السلطات التركية كانت على اتصال مع الرهائن دون أن يعطي توضيحات حول ظروف اطلاق سراحهم وسط شكوك وغموض يلف الظروف وطبيعة الإجراءات التي أدت إلى الافراج عنهم.