في اليوم العالمي للترجمة..مترجمو سانا يروون تجربتهم مع المهنة وتحدياتها

دمشق-سانا

تحيي دول العالم في الثلاثين من أيلول في كل عام اليوم العالمي للترجمة للتذكير بدور هذه المهنة التي تزداد أهميتها مع مرور الوقت وتسليط الضوء على الجهد الذي يبذله المترجمون حول العالم لنقل الحقائق وإيصاله للجمهور على اختلاف موقعه الجغرافي بموضوعية ودقة والمساهمة في تلاقي الحضارات وتمازجها.

ويتيح هذا اليوم فرصة أمام المترجمين العاملين في الوكالة العربية السورية للأنباء سانا ليرووا تجربتهم مع المهنة والتحديات والمشكلات التي تواجه المترجمين في الوطن العربي ويشاركوا الآخرين طموحاتهم وآمالهم.

وتضم سانا ستة أقسام للترجمة يقوم المترجمون العاملون فيها برصد وترجمة الأخبار المحلية والعالمية من اللغة العربية إلى اللغات الإنكليزية و الفرنسية والتركية والإسبانية والروسية والصينية إضافة إلى قسم الوكالات الذي يقوم الكادر الخاص به بمراقبه أخبار وكالات الأنباء العالمية وترجمة بعضها إلى اللغة العربية فيما يعنى مترجمو قسم الرصد والمتابعة بمتابعة المؤتمرات والبرامج التلفزيونية ذات الصلة بالشأن السياسي السوري وترجمتها من اللغتين الانكليزية والعبرية إلى العربية.

وترى رئيسة قسم النشرة الفرنسية لبنى العرفي أن الترجمة من أصعب المهن لكونها تجمع ما بين العلم والتقنيات الفردية فضلاً عن دورها في نقل المعارف والثقافات بين الشعوب عبر التاريخ وردم الهوة بين الشعوب إضافة لكونها وسيلة لإغناء اللغات وتطويرها معتبرة أن الترجمة البشرية حية لا تموت مهما تطورت وسائل الترجمة الالكترونية إذ لا يمكن الإستغناء عن العنصر البشري.

وتشير العرفي إلى العبء الكبير الذي يقع على عاتق المترجم لكونه يجب أن يتوخى الدقة والأمانة في نقل المعلومة مع الحفاظ على الجمالية في اللغة التي تتم الترجمة إليها.

وتواجه يوليا كالاكينا مترجمة في النشرة الروسية صعوبة في الترجمة من اللغة العربية إلى الروسية نتيجة الاختلاف البنيوي بين اللغتين ووجود لهجات متعددة في اللغة العربية مبينة أن أحد أبرز الصعوبات التي تواجه الأجانب في التعريب عدم وجود تشكيل للألفاظ في كثير من الأحيان ما يجعلهم يواجهون صعوبات ومواقف لا تخلو من الطرافة في بعض الأحيان.

وتقول هالة الزين مترجمة في قسم النشرة الإنكليزية هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المترجم في نقل المعنى الحقيقي للنص المراد و ترجمته بحيادية ومصداقية كاملة بحيث يتم إيصال المعنى الكامل لما يريد الكاتب قوله للقارئ الأجنبي دون أي تحريف أو تغيير.

وتزداد مسؤولية المترجم في ظل الأوضاع التي تمر بها سورية كما تذكر الزين حيث يترتب عليه نقل حقيقة ما يجري في البلاد بكل أبعادها والوصول إلى عقل وفكر القارئ الأجنبي وتصحيح الأفكار المغلوطة التي من الممكن أن يكون قد تبناها حول ما يجري في سورية والعالم العربي.

وتضيف الزين المترجمون في سانا يعملون بالتوازي مع المراسلين الميدانيين الذين يقومون بتغطيه الأحداث بشكل مباشر إذ يعملون على إيصال هذه الأحداث من خلال ترجمتها بسرعة ومهنية.

ويواجه سليمان شحود من النشرة التركية وزملاؤه مشكلة عند الترجمة من التركية إلى العربية تتمثل بكون اللغة التركية تؤجل الفعل مما يضطر المترجم إلى الانتظار حتى تنتهي الجملة بالكامل لكي يبدأ دوره في الترجمة موضحاً أن العبء الأكبر عند الترجمة من العربية إلى اللغة الهدف لأننا نكون محكومين بكم أقل من الخيارات اللغوية.

ويرى أن نشرة سانا التركية تلقى متابعة واسعة في تركيا لأن مصادر الأخبار المتعلقة بسورية قليلة جداً في تركيا ويرجع ذلك إلى أن الاعلام التركي مسيس ومرتبط بأجندة سياسية فهو بذلك لا يتوخى الحيادية أو الموضوعية في تعاطيه مع الشأن السوري ما يجعل الجمهور التركي يتجه إلى المصادر السورية مشيراً إلى إطلاق عشرات الصفحات الإخبارية باللغة التركية التطوعية في غالبيتها التي تتناول الأزمة في سورية على مواقع التواصل الإجتماعي.
وتقول سها الشحادة من مترجمة سمعبصرية من اللغة الانكليزية في قسم الرصد والمتابعة إننا نواجه صعوبات ومشكلات كثيرة في عملنا منها التقارب اللفظي في بعض المفردات إضافة إلى اختلاف اللكنات وخصوصاً عندما يكون متحدث الانكليزية غير أصلي إضافة للتوالد السريع للمصطلحات التي تفرزها الأحداث الجارية في سورية ما يضيف على المترجم أعباء إضافية كالمتابعة والقراءة المستمرتين.

وتستغرب سمر محمود من غياب أي نقابة أو اتحاد يمثل المترجمين ويصون حقوقهم الفكرية رغم أنهم يعملون في أصعب المهن وأهمها لكنها إلى الآن لم تحظ بالاهتمام المطلوب ويتم التعامل مع جهد العاملين فيها بطريقة تجارية بحتة معربة عن أملها بمنح المهنة تقديراً أكبر معنوياً ومادياً والاهتمام بتأسيس اتحاد يجمع العاملين فيها وينظم عملهم ويدافع عن حقوقهم.

وتعاني حركة الترجمة في الوطن العربي وفق محمود من ركود شديد وعدد الكتب المعربة ضئيل جداً مقارنة بعدد السكان ولاسيما بوجود إحصائيات تشير إلى وجود أربعة كتب مترجمة لكل مليون شخص وهو رقم ضئيل جداً مقارنة مع إنتاج دول العالم الأخرى.

واختارت دول العالم يوم 30 أيلول كيوم عالمي للترجمة لكونه يصادف عيد القديس جيروم الذي ترجم الكتاب المقدس من اللغتين اليونانية والعبرية إلى اللاتينية مطلقين عليه صفة قديس المترجمين ويحتفل سنوياً بهذه المناسبة برعاية الاتحاد الدولي للمترجمين الذي تأسس عام 1953 والذي أطلق فكرة اليوم الدولي
للترجمة كعيد معترف به رسمياً عام 1991 وذلك بهدف إظهار التضامن مع مجتمع المترجمين في جميع أنحاء العالم وتعزيز دور هذه المهنة.

رشا ملحم -رؤى الجزائري