السويداء-سانا
من ير هاني حمد زريفة الرجل الذي قارب الـ 60 عاما من العمر يؤدي عمله بكل نشاط وإخلاص فلن يخطر بباله أنه يعاني إعاقة جسدية وانه ولد مصابا بشلل في أطرافه.
ابن قرية قنوات بريف السويداء فقد والده وهو في سن الحادية عشرة لكن ذلك لم ينل من عزيمته وارادته في ان يكون فاعلا في الحياة ليتابع دراسته على مراحل متعددة مع قيامه بالعديد من الأعمال لتأمين مصروفه ومستلزمات دراسته.
رغبة هاني الملحة في العمل قادته ليدخل الوظيفة العامة في بلدية قنوات ككاتب في الديوان عام 1983 ما حقق له استقرارا وقد تزوج في سن الـ 25 عاما ليرزق بسبع بنات تخرجت ثلاث منهن من الجامعة بينما لا تزال الآخريات تتابعن مسيرة التعليم في مراحله المختلفة.
ومع تفرغ هاني عام 1998 للعمل ضمن مكتب التنظيم في فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بالسويداء الذي تسلم أمانة سره سعى لتحقيق حلمه عبر الاستفادة من دورة مرسوم والتخرج من قسم اللغة العربية بجامعة دمشق عام 2001 مضيفا إلى رصيده نقطة أخرى مضيئة.
لهاني حكاية جميلة مع الأدب عبر كتابته القصة القصيرة التي شارك من خلالها بالعديد من المهرجانات المركزية ومسابقات فرع اتحاد الكتاب العرب ونال فيها العديد من الجوائز ونشر بعضها في الصحف المحلية.
القصة القصيرة تضاف لحب وموهبة هاني أيضا في كتابة الشعر الذي وجد في صفحات التواصل الاجتماعي وسيلة لنشره ما اهله لنيل شهادة دكتوراه فخرية من المجلس الأعلى للإعلام الفلسطيني لكتاباته في مجال الأدب لعام 2017 إضافة إلى اختياره شخصية العام من قبل 6 منظمات ومؤسسات منها المركز الثقافي الألماني الدولي ووكالة غوث للاجئين الفلسطينيين ومجلة نون وغيرها.
محبته للأدب ترتبط بعلاقة حميمة مع الكتاب وعشقه للمطالعة جسدها باقتنائه نحو 500 عنوان في مختلف المجالات الأدبية والتاريخية والسياسية في مكتبته الخاصة بمنزله فضلا عن هوايته بالخط العربي.
حالة هاني وتميزه وإرادة التحدي لديه يرى فيها رئيس فرع الجمعية السورية للمعوقين جسديا بالسويداء نزار شجاع أنموذجا يحتذى لغيره من الناس لكونه يجسد شعار الجمعية نعم نستطيع فهو أثبت عدم احتياج النجاح للأيدي أو الأقدام بل إلى الشجاعة والارادة مشيرا الى فوزه بالجائزة الأولى للقصة القصيرة التي خصصتها الجمعية لذوي الإعاقة.
بينما يلفت عضو قيادة فرع السويداء لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب التنظيم خالد كرباج إلى أن زريفة يتميز بمحاكمته العقلية السليمة للكثير من القضايا ونشاطه الدؤوب في العمل دون تقصير وهو يداوم حتى في أيام العطل الرسمية.
عمر الطويل