اللاذقية-سانا
يعاني نحو 5ر1 مليار بالغ حول العالم من السمنة التي باتت من أخطر المشاكل التي تهدد الصحة العمومية وفق الاتحاد العالمي للبدانة ورغم سهولة تشخيصها وتحديد اسبابها يصنفها الخبراء ضمن أصعب المشاكل علاجا وأقلها قابلية للزوال على المدى البعيد.
والبدانة تعني تراكم الدهون بشكل شاذ ومفرط وتحدث وفقا لاختصاصي جراحة البطن والجراحة التنظيرية الدكتور فادي نوح نتيجة الوراثة وقلة الحركة والرياضة وزيادة الوارد من السعرات الحرارية.
ويذكر الدكتور نوح أن البدانة عامل أساسي مسبب للكثير من الأمراض كارتفاع ضغط الدم والسكري من النمط الثاني وارتفاع الكوليسترول والشحوم في الدم ونقص التروية القلبية واعتلال المفاصل والاعاقة النفسية والاجتماعية وحصيات المرارة والتهاب المري القلسي كما لها دور كبير في حدوث بعض أمراض السرطان ما يعني أن علاجها يسهم في الوقاية من قائمة طويلة من الأمراض.
ويحتاج علاج البدانة حسب الدكتور نوح إلى تطبيق حمية غذائية وممارسة الرياضة وعلاج دوائي وقد يتطلب الأمر تدخلا جراحيا عند وجود بدانة مفرطة مع مؤشر عال لكتلة الجسم أو عند فشل الحمية والعلاج الدوائي في خفض الوزن أو وجود أمراض مهمة تقتضي خفض الوزن بسرعة.
ويرى الدكتور نوح أن الجراحة التنظيرية أفضل أنواع التدخلات الجراحية لعلاج البدانة وتتم بطرق عدة أبرزها استئصال المعدة الطولي التكميم أو السليف حيث تجرى هذه الجراحة بالمنظار مهما كان وزن الجسم عن طريق خمسة ثقوب في جدار البطن لاستئصال 75 بالمئة من المعدة بشكل طولي مؤكدا أن هذا النوع من الجراحة غير قابل للعودة أي تتم إزالة جزء من المعدة نهائيا واستئصال الجزء المفرز لهرمون الجوع وبالتالي نقص الشهية والسيطرة عليها مع بقاء وظائف المعدة طبيعية بشكل كامل واحتمال حدوث الالتصاقات والانسدادات المعوية بعد العملية نادر جدا فغالبا ما تكون نتائجها ممتازة.
ويضيف الاختصاصي أن طي المعدة نوع آخر من التدخلات التنظيرية التي يتبعها الجراحون لمعالجة البدانة وهي عبارة عن عملية حاصرة تنقص حجم المعدة عن طريق اجراء طي لجدار المعدة بواسطة الخياطة بطبقة واحدة أو أكثر من القطب الجراحية غير القابلة للامتصاص ما ينقص من حجم المعدة بنسبة 70 بالمئة وهي عملية قابلة للعودة وتستغرق نحو الساعة إلا أنها تتطلب إقامة في المشفى يوما أو يومين مشيرا إلى أن تكلفتها المادية أقل من عملية التكميم ويتم عبرها إنقاص من 40 إلى 70 بالمئة من الوزن الزائد خلال سنة من الجراحة واختلاطاتها نادرة جدا.
وتحويل مجرى المعدة وصلة معدية صائمية من أكثر الإجراءات الجراحية شيوعا ونجاحا لإنقاص الوزن حسب الدكتور نوح حيث يتم إنشاء معدة صغيرة ثم يوصل جزء من الأمعاء الدقيقة بهذا الجيب المعدي الجديد وبالتالي عدم السماح للطعام بالمرور على الاثني عشر وعلى قسم من الأمعاء الدقيقة ما يؤدي إلى نقص في الامتصاص بنسبة تعتمد على طول الجزء المعزول من الأمعاء ويكون فقد الوزن جيد جدا والحفاظ عليه يكون في أفضل حالاته وتعتبر هذه العملية أيضا علاجا جذريا للقلس المعدي المريئي والفتق الحجابي المرافق للبدانة.
ويشير الدكتور نوح إلى أنواع أخرى من التدخلات الجراحية التنظيرية كعملية حزام المعدة القابل للتعديل أو ما يسمى بالحلقة إلا أن استخدامها في الوقت الحالي قليل إضافة إلى طريقة زرع بالون في المعدة وتجرى عن طريق التنظير الهضمي العلوي من قبل اختصاصي الأمراض الهضمية.
وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية سيعاني نحو 3ر2 مليار بالغ من فرط الوزن وأكثر من 700 مليون سيعانون من السمنة بحلول عام 2015.
لين علي