اللاذقية-سانا
طور الفنان مهند علاء الدين موهبته في النحت على الخشب ليصل إلى مرحلة احترافية عالية كرست حضوره الفني على الساحة المحلية والعربية خاصة وأنه يستوحي معظم أفكاره من المحيط الاجتماعي و الإنساني حوله.
ويعمل علاء الدين في إطار المدرسة التعبيرية الواقعية و التي يجد فيها تصويراً لأفكاره و تطلعاته حيث تأخذ عادة هذه الأفكار الحيز الأطول زمنياً من عمله الفني كي تختمر بشكل كامل قبل أن يقوم بتحويلها عملياً إلى مجسم نحتي.
وفي حديث لـ سانا الثقافية تحدث علاء الدين عن تأثره بوالده الفنان صباح علاء الدين الذي رعاه و اهتم بموهبته و هذبها فأصبح أكثر حرفية و تقنية بحيث استطاع المشاركة في أول معرض تشكيلي وهو في الصف الثامن و مع الوقت أخذت موهبته تتطور فاتجه إلى الاحتراف من خلال الدراسة في مركز الفنون التشكيلية والتطبيقية و من ثم في كلية الفنون الجميلة بدمشق بالإضافة إلى الاطلاع المتواصل و البحث في الكتب و المراجع المتخصصة التي توفرها مكتبة والده الضخمة.
وعن تجربته في التعامل مع خشب الزيتون قال: “إنه من أصعب أنواع النحت فهو يتطلب من الفنان خبرة و جهداً و قدرة عالية لفرض إرادته على الكتلة إذ يمكن أن يبقى شهراً كاملاً حتى تختمر الفكرة لديه مشيراً إلى أن الفكرة هي العنصر الذي يستغرق الزمن الأطول للإلمام بجميع جوانبها رغم وجود فنانين ينفذون العمل حالما تخطر الفكرة ببالهم محولين إياها إلى مجسم نحتي دون أخذ الوقت اللازم لاكتمالها في المخيلة.
وطالب علاء الدين صالات العرض بإعطاء الفنان المساحة الكاملة من الحرية لإيصال فكرته لأن الفنان هو من يحاول النهوض قليلاً بالمجتمع من خلال أعماله ومن خلال الإضاءة على بعض السلبيات و تدوير الزوايا بين المختلفين إيديولوجياً.
ويرى أن المشهد الفني في محافظة اللاذقية يعاني من قلة صالات العرض إلى حد ما رغم أن هذه الصالات و الأنشطة التي تقام فيها تكاد تكون المتنفس الأخير أمام المهتمين للتفاعل و الاطلاع على الحركة الثقافية خاصة بسبب الظروف التي أفرزتها الأزمة الحالية والتي قللت من المناسبات الاجتماعية و الثقافية.
أما النقد الفني في سورية فيعاني من مشكلة حقيقية برأي علاء الدين مشيراً إلى أنه أصبح ضحلاً وأصبح لغير الاختصاصيين وحكراً على أشخاص محددين رغم أنهم يخلطون بين المدارس الفنية المختلفة ما يدل على عدم جدارتهم.
وأضاف: “إن عدد العاملين في المجال التشكيلي ازداد في السنوات الأخيرة ولهذا الأمر جانب إيجابي يتمثل في بروز خامات جيدة و جديدة على مستوى سورية والعالم وله جانب آخر سلبي يتمثل في ظهور عدد أكبر من غير المتخصصين في موضوع النقد التشكيلي البناء ممن يعملون دون ضوابط وقوانين نقدية منهجية.”
وعن تأثير البيئة أوضح أن الفنان ابن بيئته ولا يمكن أن نرى فناناً عاش في الصحراء ينحت على خشب الزيتون بل يعمل على الحجر وتكون ألوانه حادة وجريئة أكثر أما ابن الساحل فألوانه تكون إلى حد ما متداخلة ومتناغمة و تقترب من العفوية و الفطرة حيث تؤثر البيئة بدرجة كبيرة من ناحية اللون والفكرة لتترك تأثيراً واضحاً على عناصر العمل الفني .
يذكر أن الفنان علاء الدين من مواليد اللاذقية العام 1964 و شارك بمعارض مختلفة منها معارض فردية في اللاذقية ودمشق بالإضافة إلى المشاركة في المعارض الموسمية السنوية والمتنقلة والجماعية كما حصل على جائزة المركز الثاني عام 1992 في معرض طهران بإيران عن مشاركته في تلوين لوحة قياس 2 ضرب 140.
بشرى سليمان