دمشق-سانا
يجد الأديب والروائي السوري المغترب يعقوب مراد في الكتابة الأدبية أداة تتخطى المجال الإبداعي إلى الغوص في خفايا ما طال الوطن العربي وسورية خلال السنوات الأخيرة وكشف خيوط المؤامرة وحقيقة ما سمي الربيع العربي إضافة لنشاطه الأهلي في المجتمعات الأوروبية والعربية للتوعية بما يدور في منطقتنا.
وفي حديث خاص لـ سانا الثقافية قال مراد :الكتابة هي إحساس تعبر عن مشاعر الانسان وعن غيرته تجاه وطنه وانتمائه وبيئته لذلك أسعى عبر ما اكتبه لأن أعكس الواقع بما فيه من حيوات وتناقضات لانني اعتبر أن الوطن يسمو فوق كل شيء فرصدت في كتاباتي ما يجري في البلاد العربية بشكل كامل”.
وأضاف مؤلف رواية في حضن الشيطان “لم أكتف بالأعمال الأدبية التي كتبتها بل قمت بجولات عديدة في دول عربية وأوروبية سعيا لتوعية المجتمعات وتوضيح ما يدور في وطني وتعرضت خلالها للاعتداء بالضرب وللخطف على يد من خانوا أمتهم وبلدهم وانخرطوا في المؤامرة لأنني كنت اعمل على توضيح حقيقة الربيع العربي المزعوم”.
وأشار مراد في هذا الصدد إلى روايته الأخيرة التي صدرت بعنوان “الحقيقة..أريد أن أرى الشمس.. خبايا وأسرار الحرب الكونية على سورية” وجاءت كتوثيق أدبي وتاريخي وثمرة رحلة إلى 13 دولة سعى خلالها لاستجلاء حقيقة ما جرى.
واعتبر مراد روايته “في حضن الشيطان” إحدى الأعمال الأدبية التي اتسمت بالمكاشفة الصريحة لذلك الرابط بين التطرف الديني وبين الصهيونية ودور الأخيرة في أحداث كبرى عصفت بالعالم خلال السنوات الأخيرة مستندا في ذلك لشخصيات واحداث واقعية وصولا إلى تدخل البنك الدولي في القرارات السياسية والاقتصادية للبلدان.
ورأى مراد أن العمق الحضاري والثقافي السوري جعل منه هدفا للغرب وللصهيونية لأنه يمتلك من المزايا والخصائص ما يجعله مؤهلا لرد الغزو الثقافي ومحاولات الصهاينة إثبات وجودهم التاريخي المزعوم في المنطقة لافتا إلى أن المتآمرين على سورية حاولوا شراء ذمم المثقفين العرب وجعلهم بوقا لهم لكنهم لم يفلحوا إلا مع الأدعياء الذين رضخوا للبترودولار .
مراد الذي يطلق عليه لقب عراب المحبة صدر له عن وزارة الثقافة مؤءخرا مجموعة قصصية تحمل هذا اللقب وقال عن ذلك “أكتب عن المحبة عندما أكتب عن سوريتي بمداها ومعناها وبكل من ينتمي إلى أرضها ويتنسم هواها وعن كل ما ينبض بالحب والحياة والجمال فيها وطفولتي وأمومة الأرض التي احتضنتني وأرضعتني كرامتها والأخلاق التي أهدتني إياها فصفعت بها كل من سعى لنكران حنانها وأصالتها”.
ويخصص مراد الذي يقيم الندوات والمحاضرات في السويد التي يعيش فيها وغيرها من البلدان الأوروبية لكشف فداحة المؤءامرة على سورية والوطن العربي ريع كتبه للمتضررين من الحرب على سورية ولذوي الشهداء.
وختم مراد حديثه بالقول “في ظل الحرب على وطننا على الأدب والدراما أن يزيدا الاهتمام بما يطال البلاد من محن وأن يلتزما بالمواجهة بشكل كامل حتى تحقق سورية النصر وتعود كما كانت واجمل وأن يعملا على تعزيز ثقافة الانتماء لانها من أهم مقومات الدفاع عن الوطن”.
يذكر أن ليعقوب مراد عددا من الروايات منها “كسوف في رأس العائلة” ومجموعات قصصية عدة منها “صوت الطبل” وهو مؤسس ومدير مركز التوازن الاعلامي في السويد ويعمل باحثا اجتماعيا في ادارة السجون هناك نظم العديد من المؤتمرات داخل وخارج سورية لكشف ما تتعرض له من حرب إرهابية.
محمد خالد الخضر