نيويورك-طهران-سانا
أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن إيران كانت في مقدمة الدول التي حاربت الإرهاب في العالم منذ الأيام الأولى للثورة الإسلامية في إيران مبينا أن بلاده قدمت مساعدات للشعب الأفغاني في مواجهة حركة طالبان قبل هجمات الحادي عشر من أيلول في الولايات المتحدة وهي أول حكومة تسارع لمساعدة الشعب العراقي وحكومته ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأعرب روحاني في حديث لقناة سي إن إن الأمريكية عن “عدم ثقته في جدية بعض الدول” التي انضمت إلى التحالف الأمريكي المزعوم ضد تنظيم” داعش” الإرهابي داعيا دول العالم إلى تحمل مسؤولياتها وممارسة ما بوسعها لمكافحة الإرهاب سواء كان في المنطقة أو في شمال أفريقيا وغيرها.
وقال روحاني إن “الإرهاب تنامى في المنطقة بسرعة وبشكل وحشي لا يعرف الرحمة ولم يستثن أحدا حتى أنه طال النساء والأطفال وهو يمثل تهديدا مشتركا لإيران وكل الدول” مجددا دعوة بلاده إلى إعلان “مبادرة عالمية ضد العنف والتطرف” وهو الأمر الذي يتطلب جهودا مشتركة من الجميع.
وحذر الرئيس الإيراني من أن التنظيمات الإرهابية “تتنقل متخفية وهي ليست جيشا منظما يمكن أن يتضرر بشكل فعلي عبر القصف الجوي” موضحا أن عشرات الغارات الجوية ضد الإرهابيين ” لن يكون لها سوى أثر نفسي ولن تنجح في إزالة الإرهاب بل هي نوع من التكتيك وليست معركة جدية ضد الإرهاب” داعيا إلى ضرورة التنبه لأسباب مشكلة الإرهاب.
وأكد روحاني أنه لو لم تصمد سورية جيشا وشعبا وحكومة في مواجهة الإرهاب “لكان المنتصر اليوم هو الطرف الذي بات الجميع يقرون بأنه إرهابي” مشيرا إلى ان ” ما ينبغي فعله هو شن معركة جدية بالتعاون مع الحكومة السورية ضد الإرهاب”.
ولفت روحاني إلى أن بلاده أعلنت منذ البداية أن ما يحصل في سورية هو معركة بين الجيش العربي السوري الشرعي والإرهاب إلا أن الغرب استمر بالحديث عن هؤلاء الإرهابيين “كأعضاء في المعارضة” متسائلا كيف سارع من يسمونهم “معارضة” إلى حمل السلاح بسرعة ووحشية بدل الاحتكام إلى الحوار والمحادثات.
لاريجاني: الغرب هو من أثار الأزمات في سورية والعراق
من جانبه جدد رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني اليوم التأكيد على أن الغرب هو الذي أثار الأزمات في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في سورية والعراق حيث باتت المنطقة تعاني من الفوضى.
ووصف لاريجاني خلال كلمة له في مراسم إحياء اليوم العالمي للسياحة توجهات إيران في مكافحة الإرهاب بأنها “واضحة تماما” ومواقفها حيال الأوضاع في العراق وسورية وافغانستان بأنها “استراتيجية تماما وليست مصطنعة” مستبعدا “توفير ظروف امنة في المنطقة جراء السلوك المعتمد من الدول الغربية في مكافحة الإرهاب تحت غطاء التحالف الدولي المزعوم ضد تنظيم داعش الارهابي”.
واعتبر لاريجاني أن مواجهة الإرهاب تكتيكيا في العراق واستراتيجيا في سورية “لا معنى له وغير مجد” مشيرا إلى أن الدول الغربية تتصدى للإرهاب “بشكل تكتيكي لأنها لا تريد مكافحة الإرهاب في العراق بصورة جذرية وتعمل على زعزعة حكومته بينما تخطط لإسقاط الحكومة السورية ولذلك يطلقون مثل هذه التصريحات”.
وأشار لاريجاني إلى أن التنظيمات التكفيرية التي تشكلت من صنف تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة استهانت كثيرا بالثقافة الإسلامية.
ووصف لاريجاني خطاب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمام الجمعية العمومية للامم المتحدة بأنه “يثير الاستغراب وذو طبيعة متفرعنة وتكشف عن اضطرابه النفسي وتضمنت نوعا من الاستعلاء ولاسيما في الجزء المتعلق منها بإيران” مبينا أنه كان يجب على كاميرون “الاقرار بالاخطاء السابقة في مساعدة الإرهابيين بدلا من الاسلوب الذي استخدمه والذي لن يسد حاجته للاخرين في محاربة الارهابيين”.
وكان لاريجاني أكد في وقت سابق أن القصف الجوي الذي تتبعه دول التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد بعض مواقع الارهابيين في المنطقة ليس حلا لمعالجة ظاهرة الإرهاب مشددا على أن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي ذريعة لتحقيق مصالح أميركا وحلفائها في المنطقة الذين ساهموا في تنامي وظهور
هذه الظاهرة المشؤومة من خلال الدعم التسلحي والمالي.
مسؤولان إيرانيان: واشنطن وشركاؤها أنشؤوا تنظيم “داعش” الإرهابي ويريدون مصادرة دحره لصالحها من خلال دعايات استعراضية
إلى ذلك أكد نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد حسن ابوترابي فرد أن تنظيم “داعش” الإرهابي “آيل للزوال إلا أن الولايات المتحدة تعمل على مصادرة دحر الإرهابيين في المنطقة لصالحها من خلال دعايات استعراضية”.
وقال أبوترابي فرد في تصريح له اليوم “إن أميركا والآخرين الذين قاموا بتشكيل هذا التنظيم الإرهابي ينوون اليوم مصادرة دحر هؤلاء الإرهابيين لمصلحتهم من خلال تشكيل تحالف ضدهم”.
وأضاف إن تشكيل هذا التنظيم الإرهابي “كان يهدف لإسقاط الدولة العراقية إلا أن الشعب والحكومة في العراق صمدا أمام هذا المخطط بشكل جيد”.
من جهته أكد مساعد الرئيس الإيراني في شؤون القوميات والأقليات الدينية علي يونسي أن رعايا الكثير من الدول يشاركون في جرائم الإبادة البشرية الوحشية التي يرتكبها إرهابيو تنظيم داعش في دول المنطقة.
وقال يونسي خلال كلمة له اليوم في مراسم تكريم أسر الشهداء “إن أوروبا وأميركا كانتا تفتخران بنفسيهما بأنهما وصلتا المرحلة من الحضارة وأنهما تربيان مواطنيهما على نبذ العنف والإرهاب لكننا نرى الآن أن الأمر ليس كذلك” مضيفا إن النمط من التفكير الخاطئ تجاه الدين والعصبيات العمياء يعد أكبر خطر للبشرية.
التوصل لاتفاق نووي شامل يساعد على إرساء السلام والأمن بالمنطقة
وحول الملف النووي الإيراني أكد روحاني مجددا أن التوصل إلى اتفاق نووي شامل بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد سيساعد على إرساء أسس السلام والأمن والاستقرار في المنطقة كما سيخدم مصلحة جميع الدول “ليس في المجال النووي فحسب بل في المجال السياسي أيضا”.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية ارنا اليوم عن روحاني قوله.. إن “إيران أبدت الكثير من المرونة في المباحثات النووية مع السداسية الدولية وحان الوقت كي يبدي الطرف الثاني المرونة اللازمة لحل هذه القضية”.
وفيما يتعلق بمدى جدية قادة ورؤساء الدول الذين التقى بهم على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة على حل الملف النووي الإيراني أوضح روحاني أنه “لم يسبق للهجة المباحثات التي تم إجراوءها مع قادة ورؤساء الدول أن تكون جادة إلى هذا الحد”.
ولفت روحاني إلى أن جدية هذه الدول تعبر عن العزم والإرادة “لكن في مثل هذا الموضوع من المهم جدا إبداء المزيد من الشجاعة واعتماد التوجه القائم على المرونة لبلوغ النتيجة المرجوة”.
وأشار روحاني إلى “عدم رضا القادة” ازاء الوقت الطويل الذي أخذته المفاوضات النووية موضحا أنه كان هناك تأكيد على حل قضية المفاوضات النووية بأسرع وقت ممكن من حيث ان الجميع متضرر من التأخير في حلها كما أن جميع الدول الأوروبية وغير الأوروبية وكذلك دول المنطقة تدعو لحلها سريعا بهدف تطوير العلاقات الاقتصادية مع إيران.
وكان الرئيس روحاني أعرب في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل يومين عن أمله بأن تصل المفاوضات مع مجموعة خمسة زائد واحد إلى حل نهائى قريبا لأن ذلك سيشكل رسالة سلام عالمية مشيرا إلى أن ذلك يعتمد على توافر الارادة الصادقة والمرونة اللازمة لدى الطرف الآخر.
عراقجي يحذر من مغبة عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بين إيران ومجموعة 5زائد1 بشأن القضايا العالقة حول الملف النووي الإيراني
من جانبه حذر مساعد وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي من مغبة عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد بشأن القضايا العالقة حول الملف النووي الإيراني لغاية 24 تشرين الثاني القادم مؤكدا أن الظروف ستتغير في حال لم يتم التوصل إلى هذا الاتفاق وحينها يجب اتخاذ القرار حول كيفية المضي بهذا المسار.
وقال عراقجي في تصريح للوحدة المركزية للأنباء الإيرانية اليوم إنه “يتم التركيز الآن على استثمار الفرصة المتبقية لغاية 24 تشرين الثاني لأن تفاهما تمهيديا متوافرا الآن وينبغي على أساس المبادئ الموجودة فيها الوصول إلى تفاهم آخر” لافتا إلى عدم وجود “خطة” في الوقت الراهن فيما لو لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الموعد المذكور.
وجدد عراقجي التأكيد أن بلاده لن تتراجع عن حقوقها النووية “قيد أنملة أبدا” خلال المفاوضات الجارية حاليا مع السداسية الدولية “والتعليمات واضحة تماما في هذا الشأن” معربا عن اعتقاده بإمكانية الوصول إلى صيغ تضمن حقوق إيران وتزيل كل الهواجس لدى الطرف الآخر وذلك من خلال سلسلة من الأفكار المبدعة.
ووصف المفاوضات الجارية على مستوى الخبراء ووزراء الخارجية في نيويورك بأنها كانت “مكثفة جدا” في مختلف المستويات الثنائية ومتعددة الأطراف خلال الأيام العشرة الماضية موضحا أن هذه المفاوضات وخاصة على مستوى الخبراء كانت “دقيقة جدا ومكثفة واستغرقت ساعات طويلة كما كانت هناك جلسات على مستوى الوزراء أيضا”.
وأشار عراقجي إلى تحقيق “تقدم جيد” حول تفاصيل القضايا الفنية والتوصل إلى استنتاجات إضافة الى وجود سبل للحلول أيضا مستدركا بالقول “لكننا لم نصل لغاية الآن حول القضايا الأساسية إلى تفاهم يمكنه أن يشكل أساس الاتفاق”.
وحول قضية الحظر الأمريكي والأوروبي المفروض على إيران أشار مساعد وزير الخارجية الإيراني إلى أن هذا الحظر يشكل إحدى القضايا الأساسية في المفاوضات واصفا الاجتماع الثلاثي الذي جمع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الأمريكي جون كيري ومفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بأنه كان “جيدا وبناء نسبيا”.
وكان عراقجي أعلن أمس أن المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد بلغت “مرحلة صعبة” إذ دخل الجانبان في تفاصيل الكثير من القضايا مشيرا إلى أنه لم يتم التوصل إلى حلول مقبولة في القضايا الرئيسية.
يشار إلى أن المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد استؤنفت قبل عشرة ايام في نيويورك وتمت فى اطارها لقاءات ثنائية ومتعددة الجوانب.