دمشق-سانا
“التصرفات الأميركية الأخيرة كانت تهدف لاستفزاز كوريا الديمقراطية للقيام بإجراءات حادة جديدة” عبارة أطلقها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم لخصت المشهد المتوتر في شبه الجزيرة الكورية حيث تواصل الولايات المتحدة سياستها الاستفزازية تجاه كوريا الديمقراطية متجاهلة الدعوات الدولية لوقف حالة التصعيد في تلك المنطقة والتوصل إلى حل سياسي للأزمة الحالية التي تشهدها.
وفي هذا السياق جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديداته ضد كوريا الديمقراطية بفرض مزيد من العقوبات بحقها.
كما كرست سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكى هايلى سياسة ترامب العدائية ضد كوريا الديمقراطية عبر تحريضها لقطع كل العلاقات الدبلوماسية والعسكرية والسياسية والاقتصادية مع بيونغ يانغ بما فى ذلك استيراد العمالة إضافة إلى “حرمان” كوريا الديمقراطية من حق التصويت في الأمم المتحدة زاعمة في الوقت نفسه ان بلادها لا تسعى الى الحرب مع بيونغ يانغ.
ودأب ترامب خلال الاشهر الماضية على توجيه التهديدات العدائية إلى كوريا الديمقراطية بحجة برنامجها الصاروخى وتجاربها النووية كما دعا من سماها “الدول المسؤولة إلى توحيد قواها لعزل كوريا الديمقراطية” زاعما أن “أميركا لا تسعى إلى نزاع أو مواجهة” وأنها في الوقت ذاته “لن تهرب منهما.. كما لن تسمح بتعرضها وحلفائها للابتزاز أو الهجوم” في حين تؤكد بيونغ يانغ باستمرار أنها تدافع عن نفسها في مواجهة السياسة العدائية للولايات المتحدة والتهديد الأميركي بحرب نووية والممتد لعقود من الزمن.
وبالمقابل تعالت الأصوات الدولية الداعية إلى وقف التصعيد في شبه الجزيرة الكورية والتوصل الى حل سياسى للازمة التى تشهدها حيث أكد وزير الخارجية الروسى سيرغى لافروف اليوم رفض بلاده دعوة الولايات المتحدة إلى قطع العلاقات مع كوريا الديمقراطية مشيرا إلى أن “التصرفات الأميركية الأخيرة تبدو كما لو أنها تهدف لاستفزاز بيونغ يانغ لاجراءات حادة جديدة” مؤكدا ضرورة أن يوضح الأميركيون ما يريدون التوصل إليه من خلال تصرفاتهم تجاه كوريا الديمقراطية.
وقال لافروف “إذا كانوا يبحثون عن ذريعة لتدمير هذا البلد فليقولوا ذلك بشكل مباشر وتؤكده القيادة الأميركية وعندها سنتخذ قراراتنا”.
بدوره أعلن جيفرى فيلتمان نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية عقب اجتماع مجلس الأمن الليلة الماضية حول اختبار كوريا الديمقراطية صاروخا عابرا للقارات “أن المجلس دعا الى بذل كل ما بوسعه لتجنب التصعيد فى شبه الجزيرة الكورية” مشددا على أن حل الأزمة التي تشهدها المنطقة يجب أن يكون سياسيا فقط.
من جانبه دعا المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلى نيبينزيا إلى ضبط النفس وعدم القيام بأى خطوات جديدة تؤدي إلى تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية فيما طالب المندوب الصينى وو هاى تاو إلى التخلي عن أي خطوات تؤدي إلى زيادة التوتر والالتزام بقرارات مجلس الأمن.
وكانت كوريا الديمقراطية استبعدت في وقت سابق من الشهر الجاري إجراء مفاوضات مع الولايات المتحدة الاميركية فى حال استمرار مناوراتها العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية حيث اعلن سفيرها لدى الأمم المتحدة في جنيف هان تاى سونج انه طالما استمرت السياسة العدائية الاميركية ضد بلاده وكذلك المناورات العسكرية على حدودها فلن تكون هناك مفاوضات مع واشنطن مشددا على أن برنامج بلاده النووى سيبقى لأنه وسيلة ردع ضد التهديد النووي الأميركي.
وقبيل ذلك قدمت كوريا الديمقراطية شكوى إلى الأمم المتحدة احتجاجا على مناورات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واصفة إياها بأنها “أسوأ وضع على الإطلاق” وخصوصا بعد نشر واشنطن عتادا حربيا نوويا جاهزا للاستخدام.
إلى ذلك وصفت كوريا الديمقراطية العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة ضدها بأنها “تشكل انتهاكا معاصرا لحقوق الانسان وابادة جماعية بحق الشعب الكوري” داعية إلى وقف هذه “العقوبات القاسية”.
وفي انتظار حصول تحول جذري في السياسة الاميركية تجاه ملف شبه الجزيرة الكورية تعيش المنطقة حالة من التوتر الشديد جراء المناورات العسكرية الأميركية الكورية الجنوبية المتكررة فضلا عن التهديدات الأميركية العدائية المتواصلة ضد كوريا الديمقراطية وقيام واشنطن مؤخرا بنشر منظومة /ثاد/ الصاروخية فى أراضى كوريا الجنوبية وهو ما تعتبره بيونغ يانغ تهديدا لامنها القومي.